2021/06/28

رفعت الجلسة




مايا حمزة الشواقيك


رفعت الجلسة



بدأ قلبي يتمرد من جديد، و لكني أيضًا بدأتُ أضعُ لهُ حدودًا، فتمرده يسبب لي العديد من الخسائر، لم يكفيه ما أصابه من قبل، لم يشفى بعد من تلك الخيبات و التراكمات و الخذلان، و لكنه لا زال على فطرته، اعتادَ على ملاطفة الجميع و التعلق بهم، ليتني أستطيع نزعه أو استبداله، لِمَ يأبى الخضوع لعقلي؟


اليوم، عقدَ عقلي جلسةً لمحاكمة هذا القلب على أفعاله، و لقد تم الحكم عليه بالإبتعاد عن الجميع لعدة أيام و عدم محادثة أحدهم إلا للضرورة وبطريقة تخلو من الاهتمام و المزاح، و بدأ اليوم قلبي بتطبيق ذاك الحكم العادل، فهكذا سيعلم أن لا أحد سيدوم له، و سيعلم أنه يستطيع هجرانهم كما هجروه، و سيعلم أن جميعهم لن يفتقدوه إلا بعدَ نفاذ مشاعري تجاههم و بعدَ ضياع وقتهم، و إذا تمت مخالفة الحكم و تمرد القلب و تمادى، سَيُحكم على ذاك القلب اللعين بخنجرٍ حادٍ يُغرَس في جوفه.

التسميات: , ,

ليلةُ حب




صالة محمد عليان


ليلةُ حب...



فستانٌ أصفر لامع، وربطةُ عنقٍ تنتمي لذاتِ اللون، هكذا تزينت ليلة الثامن والعشرون من أيار، بعد معركة من الخوف والتوتر، لحظات حفرت بالقلب موطنها لكن رغم كل ذلك كانت أشد اللحظات فرحًا، لتنتهي كل تلك المشاعر بصوت ينطق إني زوجتكَ ابنتي،وتوقيع يوثق رباط الحب الذي جمعنا،لا شيء يعادل نظرات الحب ودمعة عينيك ودفء عناق يديك في تلك اللحظة أنني أمام العالم ملك لك، وتوثيق اسمي باسمك فأصبح تلك الفتاة التي حلمت أن تحظى بها وها هي الآن زوجتك وأنت رجلها، أكاد أجزمُ أنَّ الروح لشدةِ بهجتها تكاد أن تخرج من القفصِ الصدري محلقةً في سماءِ الأحلام، أنت فقط تستحق وطن الحب، أنت ولا أحد غيرك، لكَ قلبي وما يحتويه، لتبدأ الأحلامُ الوردية، وقصص جعلتها حقيقة، بدأت من نظرةِ إعجاب ووعدًا قطعته ليالي الحب أنتِ لي لتنتهي ببيتٍ صغير يضحكُ فيهِ طفلاً أخذ من ملامحك وحملَ اسمك..


أود أن يكونَ نسخةً مصغرةً عنك، وأن يأخذ جميع تفاصيلك، أود عندما يكبر ويقع في حبِّ فتاة أن يفعل ما فعلتَ أنت، أن يكون لها أباً وأخاً وزوجاً ومحب...


لتكونَ طفلي .....

التسميات: , ,

إليهم




رقية ياسين


" إليهم "



" ترى هل سيأتي من يحيي الحب في قلبي و يبدل الكره وداً لهم ؟! .


وحدي أرمم نفسي، وأحتضن آلامي وحدي


أما انتم ؛ فوالله لم تكونوا سوى كسراً يزيد الروح إرهاقاً لا نهاية له، كنتم بمثابة خذلان يعصِرُ القلب ألماً، فَكم من حبٍّ سكن في قلبي لكم و أبدلتموه كرهاً ، و كم من ودٍ زرعته بحبٍ لكم ، قمتم بنُكرانه حقداً و كراهيةً، لم اعلم بأن الحياة تهبنا الدروس على شكل بشر ، و أن الخيبة تختبئ في جيوب أعز البشر ، و لكن ما حصلَ حصلَ ، و انتهى و سَيبقى من ذكريات الماضي ، ذكرى أليمة لا تُنسى .. و أعدكم بأني لن أقدم أي حبٍ أو ودٍ لغيركم ، فالودّ و الحب كان لكم و لن يكون لأشخاص غيركم، واعلموا بأني لن أقدرَ على أن أثقَ بأحدٍ من بعدكم فكنتم في السابق روحاً لِروحي و اليوم ستبقون الهزيمةَ الأولى والأخيرةَ لِي .

التسميات: , ,

الأمل




أميرة محمد برغوث


الأمل



قلبُ الإنسانِ وحياتهُ محطةُ قطار، نجلسُ على مقاعدِ الانتظارِ و نرى العديدَ من الأشخاصِ يسيرونَ وكلٌّ لهُ وجهتُه الخاصة و لا نعلمُ كلٌّ منهم أين ستكونُ وجْهَتُه نحو السعادة أم التعاسة، قد يقودنا قطارّ دربَه كالبستانِ جميلٍ أَخّاذ مليء بالآمالِ و الأحلامِ، مليء بالفرحِ و الغبطةِ و ثغْرُنا باسمٌ بشٌّ، و قد يقودنا إلى دربٍ قاحلٍ كالصحراءِ الصفراءِ ماحلةٍ ممحلةٍ لا حياة به ولا دنيا، دربٌ مليءٌ بالأشواكِ يعمُ به الاسودادَ خاو قَفَر يرفدُ بنا إلى أمكنةٍ مهجورةٍ متروكةٍ كالقبورِ مظلمةٍ بها النهاية.


الحياةُ يومٌ أبيضٌ و يومٌ أسودٌ، و كحلو المذاقِ و مرّه، قد تجعلُ القلبُ ينبضُ بشعورِ زُلالٍ هنيءٍ و قد ينبضُ بشعورٍ آجِنٍ خَمٍ دَفر، الحياةُ نقيضٌ كالصيفِ و الشتاءِ و منْتَصفِهما ربيعُ وردّ أو خريفٌ شجرٌ، العيشةُ مقرٌ و مُسْتَقَرٌ و أمكنةّ منها الحارةُ الكاويةُ للكبدِ و منها الماطرةُ بالعشقِ و الغرامِ.


التفاؤلُ كضوءٍ ساطعٍ في غرفةٍ معتمةٍ و كشمعة الإيمان التي لا تَنْطَفىء، التفاؤلُ كالماءِ والضوءِ اللذين يمُدا النباتَ بالحياةِ، يستطيعُ الإنسانُ أن يحيا بلا بصر و نظر و لكنه لا يحيا بلا أمنية و بغية.


لا يمكنُ للقلبِ أنّ يعيشَ بلا يقين لأنّه سيموت و يصبح دفينًا مخبوءًا، دون الأملُ و البسمةُ سيصبح الحوفَ كالزهرِ المصطنعِ بلا رائحة ولا رحيق، دون الإيمان سيكون القلبُ وحشًا قطيعًا لا يرحم سيهون له و لن يرقَ و لن يرأفَ....


مهما بلغَتْ المآتمُ و الآلامُ حتى وإنّ استقرَ الوجمُ بالفؤادِ و إنّ فاقت الهمومُ التَجَلُّد و الإطاقة علينا بمقارعةِ الظروفِ و بالتأكيد سنتجاوز، الحياةُ دربٌ طويلٌ و باليقينِ سنسيرُ و نجتازُ كلَّ شعور قبيح، عندما نسقطُ و نصرخُ بالآلامِ سنرددُ دومًا يا الله، فاسم الله دواءٌ للقروحِ و نجاةٌ من التروحِ، سنرددُ دومًا: نحن أهلٌ لها، نحن نستطيعُ، الإرادةُ تصنعُ المستحيلَ و سبيلٌ للنجاةِ من كل مأزق أليم.

التسميات: , ,

عَظَّمَ الله أجرَ قلبي




إيلاف محمد


عَظَّمَ الله أجرَ قلبي وَصميمَ فُؤادي عليكِ يافلذةَ كبِدي، أعلم بأنكِ قوية، وأعلم بأنكِ لاتُدركِ مامعنى الاسستسلام والخنوع، وأعلم أنَّ من شيَمِكِ الصمود، وأنكِ كالجبل الذي لايميل


ولكنني حزينةَ، حزينةٌللغايةَ، يامُهجةَ عُمري ورفيقةَ أحلامي، ياأملي في كوارثِ الحياةِ، سأبقى بجانبكِ ثابتةَ رغمَ كُلَّ ذلك الانهيار...


أتعلموا إلى من أخطُ كلماتي؟


على من مُقلتاي تَبكي؟


أنزفُ وجعًا وقهرًا على تِلكَ الطَاهِرَة، على شلالاتِ الشرفِ، وينبوعَ الأمَلْ، على مصدرِ القوةِ رُغمَ قُربها مِنْ حافةِ الانهيار، أذرفُ كُلَّ ليلةً فخارةَ من الدموع عليكِ ياغزّةَ، يعزُّ عليَّ ألمُكِ وأنينُكِ، يعزُّ عليَّ أهلُكِ وتُرابُكِ، أيا ليتَ حُزنُكِ يأتي إلى قلبي لِتبقي أنتِ في جناتِ السعادةَ عارمةَ، أيا ليتني عُمِيتُ قبلَ أن أرى ذراتُ تُرابُكِ حزينةً ياغزّةَ، أشعر وكأنني مبتُورَةَ اليدين وأحَدَهُم يطلُبَ مِني خياطةَ جُرجهِ


"غزّة" أُناديكي بِحُنجِرَتي الذي ملأتها غصاتٌ لاتُعد، واثِقةٌ أنا، واثقة بكِ وبجبرُوَتُكِ، واثقةَ بربَ الكون، وأن مابعدَ هذا الشقاءُ إلّا فَرَحٌ عَظيم.


#صَبَّرَ الله قَلْبي وقلبَ أَهلُكِ وأدامَ صُمودُ تُرابُكِ ياغَزّة.

التسميات: , ,

كنتُ وحيداً





راما سهيل النتشه


كنتُ وحيداً



كنتُ وحيداً، وكان الشعور عميقاً وملازماً لي، قد لا تختفي هذه الحالة أبداً، ولكنني قبلت بها بكل صدرٍ رحب، كل شيء أفعله أصبح بلا معنى، فالشعور بالوحدة هو عبارة عن موتٍ بطيء الذي يصيب روح الإنسان، ويشعره بعدم الراحة...


العالم مليء بالأحزان والأشياء المزعجة، فهو مكان غير آمن..


أشعر بالوحدة بطريقة فظيعة لا تصدق، يمكنني الشعور كم أنا وحيداً ومدى تأثير هذا الشعور بداخلي..


بعد كل شعور بالحزن هناك شيء من السعادة يدخل لقلبك ليبدل الحزن بشيء من الفرح ويغرس جذور الحب والتفاؤل لتنمو من جديد.

التسميات: , ,

لقاتلي




إيناس محمد مرقطن


لقاتلي



سنلتقي يوماً ما، وستندم


سنلتقي يوماً ما وستموت من قهرهك لقلبي؛ لأنك لن تجدَ من يحبكَ بقدرِ حبي لك، وبنقاء قلبي


سنلتقي يوماً وستموت من شوقك لي، ولن ألتفتَ إليك قط، رغم تمزقي من شوقي إليك، فأنا بتُّ أكرهُ نفسي لأجلك ولأجل الأيام التي قضيت فيها بعض الساعات معك


لقد كنتُ أعتقدُ بأنك بلسم جروحي وليس ملح يُرش ع جرحي السامي


ها أنا عدت


حسناً اذهب من حيثُ أتيت


ألم تُحبينني؟!


لا فقط كنتَ الألم الذي رافقني طيلة سنين عمري وطيلة شبابي الذي لم أستغله بالطريقةِ الصحيحةِ بسببك..


لقد عُدت لكي أُضمدَّ جراحكِ


بل لكي تزيد جراحي جرحاً جديداً، لقد عُدتَ من أجلك وليس من أجلي


أنا أحبكِ


 (وأنا والله أحبكَ فوق المحبين حباً )، حسناً احتفظ بحبك لشخص آخر فأنت لم تعد في حياتي


 أنسيتِ ؟!


(لم أنسى ولن أنسى، أنتَ محفور في خبايا ذاكرتي وفي زوايا قلبي وفي كل تفاصيلي الصغيرة) ربما فقط أحاول النسيان و أظنُّ أنتي وجدت الطريقة


سوف أرحل إذن ...


(أرجوك ابقى معي فأنا مهزومة هزيلة أتظاهر بالقوة) حسناً وما ذنبي فلترحل، من دواع سروري


ذهب وأخذ قلبي للمرة الثانية..

التسميات: , ,

بمسامعي




حنين محمد حرزالله


يَمُرُ بمسامعي مِرارًا وتكرارًا عبارةُ "قد طفحَ الكيلْ، لكنني لم أُلقي لها بالاً ولم تحُركْ في نفسي ساكنًا، حتى عِشتُ إسمها ورسمها وكُنتُ البطلة التي تُجسِدُ أحداثها وأهوالها، مُقدمًة لها روحي فداءًا، ليس كرمًا مني ولا من شيَمِ النُبلاء فِعلُ هذا، لكنها فعل فاعل.. أجل إنه الاستعمار، وليس أي نوعٍ من الإستعمار.. أتحدثُ عن ذاك الدِماغ الدِكتاتوري، يفرض أحكامًا وأوآمر وأفكار تأسر الروح يليها الجسد، تكون بظاهر الأمر حرًا بلا أي سلطان عليك، لكنك بباطن الأُمورِ خاضعٌ كذاك العبد الذليل الأسود، الذي يرمُقهُ كل البشر على أنه فقط للخنوع، لا مجال للعصيان والفتور!


كذلك يفعل بي عقلي يمحَقُ الألوان والبهجة في مخيلتي يمزقُ كُل ذرة يشوبها بعض الدفء


وها أنا الآن، من فرطِ تفكيري وشحوب مخيليتي باتت كل نطفةٍ من دمي تكادُ تتلاطم وتخُرُ خانعًة وهاي هي ذا أمامَ أعيُني تنفجر..!

التسميات: , ,

الحبّ يُتلى من بعد عينيكَ




آية محمد عريق


الحبّ يُتلى من بعد عينيكَ، منارتان على عهد جديد أخوضُ غمار العشقِ كطريقين لهما نهاية أبدية واحدة ألا وهي الانغماس في غرامكَ، ثم نضدتَ بقايا روحي ووضعتها بين كفيكَ، خذ الروح إنها ملككَ شكلها كما يحلو لكَ و انثر عليها بسماتك علّها تنتفض من رمادها وتكون طبيب الروح وسلطانها


الحبّ يا أمير الياقوت جرمٌ وقد حُلل على يديكَ، سجنٌ ولكن اعتنقتُ الحرية عند رؤيتك لذلك أنا لكَ منذ غرّة هذا الدرب حتى هرمه فأعِني على المسير أنتَ الريشة وأنا الألوان أنتَ اللحن وأنا العود وكلانا في الحبّ سواء


لقد كذبوا حينما قالوا أن الحبّ أعمىّ فأنا بكَ قد أبصرتُ الدنيا ولكنه بلذة أخرى، شيء غير معتاد وكأنني أتوه بين أحضان السعادة ألامس القمر وأجولُ بين كوكبة ورود أحصيها لكَ زهرة زهرة فوالله إنها لا تعادل حبي لكَ ثم إنه لا يُعادل فقط يُشعر به وأنا أحسكَ بداخلي ما بين انقباضة الفؤاد وانبساطه فتكون مستهلَّ الأشياء ومنتهاها وتحتل أشيائي وأغدو متيّمةً بوله سرمدي وكما قيل" وإن تمنيت شيئًا فأنتَ كلّ التمني "

التسميات: , ,

سلام مزيف




هادي عرسان الحريري

نحن لا ندري ما الذي يحصل بنا، أو حتى أين نحن أو في أي مستنقعٍ تائهون، نمشي في طرقات لا ندري نهايتها، نريد الوصول لكن الوصول لا يريدنا، ما كانت أرواحنا بهذه الكآبة وبذلك الحزن حتى أصبت ميتة في أجسادٍ تتنفس، كم نتمنى الرجوع خطوة إلى الوراء لكن عقارب الساعة لا تعود للوراء بل تمضي لتعيدَ الوقتَ بأحداثٍ مختلفة، لم نكن كما نحن الآن، الأنين في قلوبنا يميتنا كل يوم وليلة، وتلك الأفكار تأخذنا إلى ديارٍ نُريدُ بكل قوةٍ هجرها، لكنها متمسكة بنا لا تريد الخروج، منذ متى وتلك الضحكة لم ترسم على شفاهنا !! لن تُرسَم فقد سلبها القدر، كم نحتاج إلى راحة من تلك الأوجاع الكامنة في أعماقِ صدورنا ، وكم نتمنى العودةَ كما كنّا، هل نعود ؟! من دخل هذا العالم لا أظنه عائداً إلى عالمه الذي كان فيه ، فلنودع ما مضى ولنحاول العيش أقلها بسلام مزيف ..

التسميات: , ,

الواحدة صباحاً




بقلم :مرح حسين الحماد


إنها الواحدة صباحاً، سكون من كل مكان، انفجارات تحت جفوني.... جسدٌ يرتجف، ووسادة مبللة... وهاتف يكتب، ويدان ترتجفان ...


أنا الآن عبارة عن جسد صامت... عينان متعبتان، وقلب عجوز.... فقدت جميع أنواع المشاعر... أصبحت خالياً تماماً من أي مشاعر، بدوت وكأني صخرة عجوز يُلاحقها الموت، انا الآن شجرة هامدة... متعبة من شدة حملِها، كلما أنظر لنافذة لعلَّي أقتبس منها نور أضيء بها عتمي، صفعتني تلك النافذة بلكمة مميتة، كل ما حولي يؤلمني، أشعر بلهب يشتعل بداخلي، هناك نيران ملتهبة، لا أحد يرى ما بداخلي، أقف الآن بكل شموخ... وصدري يشتعل، وبرغم ما أنا به الآن بداخلي ثمة شي ما، في هذا الصدر المتهشم بقي عصفور عالق، يغردُ بما تبقى له من صوته المتعب، يوقظني لعله يعيد الشخص القديم الذي طالما كان يغرد لأجلهِ بأجمل الاغاني، يريد أن يحيا هذا القلب من جديد، ولكني أصبحتُ بلا قلب حتى، لم أسمع نبضاته منذ آخر خذلان، منذ آخرِ كسرة وآخرِ مرةٍ نبض بداخلي شي ما، هناك آلامٌ يستطيع المرء تجاوزها، وقد يتناسها، وهناك آلام لا تقبل بالرحيل، تتملكُ صدرك فيصبح بيتها الدائم...


تحاول انتزاعها بكل ما تبقى بك من قوة، وفي نهاية الأمر تستلم أمام هذا الكم الهائل منها، أأحمقٌ أنت ؟! ما الذي تود انتزاعه.... ؟!


أنا الآن كومة يأسٍ مغطاة بغطاء مفصل من الحزن، كل ما بداخلي حزين، يداي أصيبت بالرجفة اللاإرادية، كل مافي هذا الكون يرعبني ويبعث لي مشاعر الخوف، وكل من على الأرض يفزعني، وكل صوت يثير جنوني، أنا الآن متعب..


من يعيد لي سلامي؟! من يعيد لي اتزاني ؟! من يعيد لي قلب كانت تملؤهُ الحياة ؟!


ينقصني الكثير والكثير، لم يعد هناك ما يثير اهتمامي، أصبت بالبرود الذي يحرقُ جوفي، وهذا أصعب ما يمرُّ بهِ المرء، أن يحترق من برودك القاتل...


كل ما أستطيعُ قوله: أنني متعب...!!

التسميات: , ,

كَثُقل الحَجر




لمياء ناجح عبدالفتاح


" كَثُقل الحَجر "



" تَأْبَى العِبَارَاتُ الخُرُوجَ مِنْ حَنْجَرَتِي، و كأنَها تَخْشَى الخُرُوجَ خَوفاً مِنْ الخُزْلَانِ، و دُفنَت في القَلبِ عندما سُألتُ " ما بِكَ؟ " و أَجَبتُ " أنا بِخَير لا تقلق " اختَبَأتُ خَلف جِدَارٍ مُزَيفٍ مِنْ كَلِمَاتَ أَكثر زِيف، أَشعُر و كَأنَّ حَجَر ضَخم اختَارَ مَوضعِهُ فَوقَ قَلبِي، أثقَلَ قَلبِي بِثُقْلِه لَمْ أَعْتَد هَذا الثُقْلُ علي قَلبِي، و عندما أعلَنتْ عِبَارَاتِي التَحَرّر صُفعْتُ، كَطفل هَرُولَ إلى أُمهِ بَاكِياً فَصَفَعته كَي يَكُفَ عن البُكَاءِ، فإنزَلَقتْ عِبَارَاتِي مِنْ أَعلى السَطرِ إلي أَسفَلِه وأمتَلَأ الأسفلُ بِعِبَارَاتِي المُتَسَاقطَةِ، أشْبَهُ بَِقِطَارٍ يَخرُجُ عن قُطْبَانِه دَونَ وَعي، مَا أَنَا بِسَئ لِأَستَقْبِلَ ردَة الفعل هَذه، أظهَرتُ لِلجَمِيعِ أنِي بِخَيرٍ، و أقسَمتُ بِألا أُحَرّرَ عِبَارَاتِي مَرة أخرى، و سَتَظل دَفِينَة قَلبِي كَما كَانت."

التسميات: , ,

مجنونة ..




جنات الخلد شلش


الشوارع مزدحمة جداً، كنتُ بالكاد أراك، تقف أمام الحافلة ترتدي حقيبتكَ المدرسية، أركض ناحيتك، كيف تركب هَكذا دون أن تودِعني! أجرُّ نفسي وخيبتي خلف حافلتك، انتظِر، خذني معك أرجوك! .. تتناول شطيرتك قبل الذهاب إلى العمل كالعادة، يا هيي!! جعله الله هنيئاً مريئاً على قلبك، تتحدثُ مع أمكَ تارةً وتارةً تغني، رأيتُك تُطعِمُ القطط قطع دجاج، كَنتَ تخاف سابقاً من القطط، ما الذي حلَّ بكَ اليوم! تجلس على أحدِ المقاعد الخشبية في السوق، تحمل أكياس مملوءة بالموز والتفاح، تقضم واحدة منها وتعيدها إلى الكيس مرة أخرى، أشاهدكَ بدهشة، عيناك مشدودتان من الأطراف، سوداءُ اللون .. لِم تَركض! أأَمُكَ مُتعبة كالعادة!


أُمك مُتعَبة عزيزي؟


ماذا؟ عزيز مَن! مَن أنتِ؟


تبًا، إني أراكَ كلك هنا وهناك، الوجوه كلها أنت، أنت تقودُ كل الدراجات والحافلات، منذ متى وأنت تطالع الفتيات بارتياح! ألم تعُد الوُعود بيننا صالِحَة؟ .. أَخذتُ أحملقُ في الجميع ميتمة برؤياك؟ ألم ترونَه؟ يشبهك يا عمي، لكن شعره بني اللون لا يزال شابًا الى الآن ولم يشيب ، أنا من شبت يا عمي، ألا تَرى؟ .. عيونَه سوداءَ مثل عينيك أيها الولد الشقي.. انتظر لا تركب الحافلة، اسمعني ..!


أُصِبتُ بالدوار، رأسي يترنح تارةً هُناك وتارةً في الجَنوبِ والسَماء ... أيمكن لأحدكم أن يُصبح مثله!


ها؟ عمي، عمتي، أيها الشاب الوسيم، خالتي!


مجنونة ..

التسميات: , ,

هل




رنا عصام الهندي


هل !



وهل يُمكن للعقلِ بأن يسيطرَ على القلبِ قط !


أن يجعلهُ يعيش بسلامًا ؟!


ويرجمَ جميعِ مشاعرهِ رمادية،


ويُحرق جميعِ محاولاته،


أن يُخلد الأفكارِ في جوفهِ،


ويُتلف الأحاسيس كُلها !


أن يجعلهُ يتيمَ بالواقعِ،


ويهتك الخيالِ المُروعِ،


ليرى الحياةِ وليس الجحيمِ،


ليقدرَ ذاتهِ، ويترك تلك الذاتِ المُهمشةِ الملعونةِ،


غريبة التملكِ، لعينة الشعورِ!


مُتحكمةٍ بالهيامِ، حارقةِ للاشتياقِ


كارهةٍ للالقاءِ، عابدةٍ للغيابِ.


أصبحت مشاعري ثقيلٍة للغايةِ لا أستيطعُ حملها بداخلي!


أعترفُ بأن ذلك الحب كان أسودًا حالِك


تلفهٌ الغرابةِ من جميعِ النواحي!


بقيتُ رغم هذا، وبرغم من كل ما جرى


من صراعاتٍ، هجماتٍ، حروبٍ،


معاركًا خسرتُ فيها قلبي،


ودمرتَ إحساسي اللعين،


أجرمت بتلكَ الروحِ وبذلك القلبِ،


حتى أصبح علي بأن أثبتَ حُسن نيتي،


لمن؟


لعقلي!


قد دمرت كل شيء، لا يهم .


وهل يُمكن للعقلِ بأن يسيطرَ على القلبِ ؟!

التسميات: , ,

الوردة السوداء




آمنة سلامي


الوردة السوداء



أعطاني وردة سوداء سألته لماذا


قالَ لي: لتتذكريني بها عندما أغيب ...


وغاب ولكن تحت التراب


كأنه كان يعلم أنه مغادرني لا محالة


أنا التي كنت أظنه مهاجر، ظلمته وكيف أطلب غفرانه ؟!


وهو لم يعد موجودًا بيننا


مجرد ذكرى، نتسامر بها


ونضحك ونبكي عندما يخطر على بالنا


هل تحول إلى مجرد خاطرة فقط


لا كيف يتحول قلب إلى خاطرة


تلك الوردة أدمت لي قلبي


يا ليتهُ لم يعطيها لي قتلني بها وغادر

التسميات: , ,

بعد ماذا




ديانا الحسن


قدمَ لي فؤاده المتيَّمُ بهيئةِ وردةٍ، لكن بعد ماذا؟


بعدما جفَّت أرضُ قلبي حدَّ التَّصحرِ، بعدما نحلَ جسدي حدَّ العظمِ، بعدما شابت روحي حدَّ العجزِ، بعدما نخرَ التَّفكيرُ رأسي حدَّ العدمِ، واقتلعَ الشَّوقُ عينيَّ حدَّ العمى، ما أن لامستُ وردته حتَّى تسممت هي الأخرى مثلي تماماً، داكنون لا لونَ يكسونا ولا رائحةً تحتلنا ولا طعمٌ يحلينا،


يأتيني صوتٌ بعيدٌ يهتفُ بعبارةٍ واحدةٍ، الهلاكُ لنا.. الهلاكُ لنا..

التسميات: , ,

على إطلاله الخيام




بيان باسل الهليس


قصيدة


رقص


حزن


وها أنا أخطو بالقصائد سُلماً


وعلى أطلال الليل معلنًا


صحت والحب جيادًا جاد على روحِ مبهرة، سقطت تعابير الصبح بقناديل مجلجلةٍ، وأني بالحب أصبحت مسجونًا....


قرطاسيات من فحو أمة الألوان فدافنشي رسم ألوان الحب على صفحاتٍ ملصقة على خشب.


عاد الليل صاحبًا لكل مساءٍ مليء بذكرى العشق


فحر غروب الشمس أصبح مبتورًا بأساطير الهوى، أيا حزن ألم يبات الشوق


معلنًا


وعلى كاسات السهر مطبعًا


وعلى أطراف الكتب أصبح سيدًا


بالحب كتبت أشعارًا من عيون محمود درويش


رسمته بمخيلةِ دمشق المعشوقة لنزار القباني


إنني بالحب أصبحتُ معلنًا


وعلى رماد الجدران قصصت حكايًا


وبالحب أصبحتُ معلنًا


على إطلاله الخيام.

التسميات: , ,

الفوضى ..




إيلاف وليد الهزاع


الفوضى ..



حالةٌ تجعلُنا لا نملِكُ القدرةَ على التّمتّعِ بحسِّ النظامِ ولا حتّى التّغلُبِ على المشكلاتِ التي قدْ نواجهُها في دربِ الحياةِ ..


فالفوضى واقِعُ نُعاني منهُ أجمعين، بإمكانِنا تشبيهها بالمرض، فمنَ المستحيلِ أن يصمتَ الإنسانُ على مرضٍ والفوضى كذلك الأمر، علينا عدمُ السّكوتِ عنها ..


ولابدْ منَ البحثِ عن سببٍ رئيّسي لحدوثِ الفوضى ..


ولكن هُنالِكَ العديدُ منَ الفوضى التي تحدثُ لنا خلالَ أيّامنا ..


إنْ كانَ فوضى الحواس، فوضى المشاعر، فوضى الحبِّ، وفوضى الحربِ ..


تتمحورُ حولَ كلِّ هذهِ الفوضى العديدُ من الأسبابِ والكثيرُ من النّتائجِ ..


ولكنَّ الخوفَ الأكبرُ يكونُ من النتائج، لمَ لها مِن آثارٍ سلبيّةٍ تعودُ على صحتِنا، على أنفُسِنا، على أجسادِنا، على علاقتِنا، وعلى كلِّ ما يجولُ حولَنا ..


ودائماً ما يدورُ في خاطري سؤالٌ : أيا تُرى هل يمكِنُنا أن نخلقَ من الفوضى نظام ؟ ...


لا أملكُ القدرةُ على الإجابةِ .. لكن ليسَ هُنالكَ ما هو مستحيلٌ ..


أرى بأنَّ الفوضى هي المتحكمُ الرئيّسي في حياتنا.. في اختيارِ طريقِنا .. في أحوالِنا النفسيّة ..


للفوضى بصمةٌ كبيرةٌ داخِلَنا ..

التسميات: , ,

أولوياتهم أنت




فرح عماد يوسف أبوزيد


أولوياتهم أنت



لطالما كنتُ أتلقى صفعات مؤلمة من الحياة، وكدمات تعلُّم الدروس بالكاد أثرها يزال، إبهامٌ شاقّ بين أوهام الحُلُم وتيّقظ الواقع، هبوطُ أسهُم الإراده لتعلُو أصوات آراء المدينون بالتذمر، على أي أكتاف كنتُ أرتكز وأستند ...؟


غيبوبة أسرتنا للبعيد ،كلامٌ في الصميم بعثر أحلامي، كلُّ تلك المُسائلات لاستماعي للواشين، تمنيت أن أكون أصم، حتى لا أرتطم بمُجريات حواراتهم، ولا أتبع خطواتهم كالتقليد الأعمى .


بصفتهم من يقطنون آرائهم في مُخيلتي ليزرعون برؤيتهم وردًا وبرؤيتي شوكًا.


ما كان ولن يكن أحدًا سندًا لي سوى نفسي، أُخاطبها والشكّ يلبِسُني تردُّني باليقين تقنعني ، آتيها منهشةً جوارحًا تُكلّلني بالطمأنينة بإنّ لي ربًّا قاضٍ ومُغيث سبحانه لا مثلهُ شيء .


أنت كإنسان كُن لنفسك عونًا ، غالب دموعك، اغزل افكارك في قماش الإرادة لكي لا تنبتر بخيوطٍ رفيعة تُشكّلها تفاهات إعتقاداتهم ترغُمُك على صُنعها.


فلا تتشدد بالبشر فليس هُم سوى عدوى ذو نطاق واسع ينشرون بأساليبهم أفكار ذو نطاق ضيّق .

التسميات: , ,

أراك




ميمونة مقرش



لَا أُرِيدُ ذلك الزِّحَام وضجيجُ الْمَارَّة . . أُرِيد وَجْهَك !



مِنْ بَيْنِ كُلِّ تِلْك المعاجم أبحثُ عَنْ اسْمِك !



لَا أُرِيدُ أَكْوَامًا مِنَ الكُتب . . أريدك أَنْ تَقْرَأَ لي !



لَمْ أعُدْ أَرْغَب بِالْمَزِيدِ مِنْ القَهْوَة . . أُرِيد احتسائها مَعَك !



بِرَبِّك مَا شَأْنِي بأشعارك مادُمتَ تَكْتُبْهَا عَنِّي وَلَيْسَت لِي ؟ !



مَاذَا أَفْعَل بِرَسائِل الصَّبَّاح مَا دَامَتْ لَم ترسلها أنت ؟ !



مَا فَائِدَةُ انْتِظَارُك الدَّائِم لِي لكِنَّنَا لَا نَتَحَدَّث ؟ !



كُل تِلك النُّجُوم لَا تهمني أريدك أنت



كُف عَن جَلبك لِلْوَرْد أُرِيد كتبًا نَقْرَأَهَا سَويا ، كتبًا تنبضُ بِالحَيَاة وَلَا تذبل !



دَعنِي مِنْ أشعارك وحُبك لِي أُرِيدُ أَنْ " أراك "..

التسميات: , ,

إلى الغائبةِ الحاضرة




مريم علي الشاذلي


إلى الغائبةِ الحاضرة



كم كان صعبًا أن أراكِ تغادرين حياتي....


تاركة في قلبي مكانًا فارغًا....


كم كان شعورًا خانقًا أن أضحك وحدي


وأن أبكي في ظلمات الليل...


لقد تركتِ أثرًا ظاهرًا بيني وبين نفسي، تعبرين في مخيلتي كل لحظة...


أنا أفتقدك...


أنا أشتاق لكل ما يجمعني بكِ


أنا أُظهرَ كل القوة بأنك لست جزءًا مني


لكن ابتسامتك في النهاية تنتصر على هذا الشعور


أنا من أحمل


القوة والضعف


الحب والكره


الاشتياق واللامبالاة


وكل التناقضات


أعيشها الآن وأنت البعيدة القريبة


لقد عافتني الكلمات والعبارات


لقد أجهشت بالبكاء حروفي على حال قلبي


وعقلي لا يحتمل فكرة البعد والكبرياء


لم كل هذا الألم؟ لم كل هذا البعد؟


أنت، وأنت فقط


من ينقذني من نفسي


إليك يا أيها الغائبة الحاضرة


أحبك بقدر ما في قلبي من شوق وحزن......

التسميات: , ,

جدَائلُ




سارة رياض الأسمر

وجدَائلُ من أَمانٍ تتراقَصُ على كتِفي تمتدُّ من رأسِي إلى أسفلِ قدَمي تملؤُني وفؤادِي سكينةً رحِمة، تصنعُ منّي فتاةً ذاتُ أملٍ، تُخبرنِي أنّ هُناكَ من تحتِ ثرى اليأسِ بذرةُ تطلّعٍ وحياة، تلكَ الجدائِلُ تُلهمني وتقوّيني، دعوتُ اللهَ يومًا أن يمنَحنِي أملًا فأرسلَ لي تلكَ الجدائِلُ، هي جدائِل من خيال لكنّني أشعرُ بها تُحيطُني...

التسميات: , ,

ملامحي مختلفة




بيان نسيم الكوز

بدت ملامحي مختلفة، لقد تغيرت شخصيتي التي كانت أجمل ما أملك لقد تغيرت ولم أعلم لماذا تغيرت فقط الذي أعلمه أنني من داخلي أتمزق وأردد أنقذوني، وكأنه أم فقدت طفلها الوحيد الذي بعد سنوات طويلة قد أتى على الدنيا، لقد كانت خيبتي بك أكبر خيبة، كنت متوقعة أنكَ ستبقى معي لماذا تركتني؟ أنا أحتاجك بشدة، الآن أريدك أن تأتي لو قليلاً، لقد كنت أظنك والدي وأخي ليس حبيبي فقط، لكنك كسرتني، لطالما كنت تقول لي: ابنتي ..


هل يوجد أب يكسر ابنته ..؟!

التسميات: , ,

آهاتٌ مُخيفة




الكاتبات: لطيفة الشمري، ليان عصام العلي، فريال كمال بني سلمان، صبا مسالمة، بيان ظاهر



آهاتٌ مُخيفة



إنها ليلةُ الزِّفاف، ذاكَ الفستانُ الأبيضُ العتيقُ تداعبهُ فراشاتٌ محنَّطةٌ بلونِها الأحمرِ كلونِ والدتهِ المفضَّل، تُراقصُ كَتفيها وخَلجَاتِ ظهرِها.


ههههه سأذهبُ اليومَ إلى ذاكَ الجحيم، ستصبحُ عائلتي اللعنة! سأذهبُ إلى ذاكَ الحشدِ المِلقبِ بالمافيا، مِن أكبرِ العصاباتِ بتلكَ المدينةِ المُحتَكرة. يملؤها الخمرُ كلَّ مساء، وتفوحُ رائحةُ فراشِهنَّ بقبلاتِ الرُّوحِ على الجسد، يُضاجعُ أجسادِهنَّ تلكَ الورقياتُ مَن يظنُّونها ثمينةً على حلبةِ الرقصِ تلك، يتراقصنَ بتلكَ القبلاتِ برائحةِ الخمرِ والنَّبيذ.


فها أنا يولا معَ عائِلتي التي تحشُرني وأخي بتلكَ الزنزانةِ اللعينةِ كل ليلةٍ حينَ نرفضُ هذا وذاك من يُغضِبُ الإلـٰه، فتلكَ الطلقاتُ أصابتهُم بذاكَ العَزاء، ههههه أقصدُ ذلكَ الحفلُ المسموم، ظننتُها ليلةٌ وتمرّ بوهلة، لكنَّ تلكَ الطلقاتُ التي أُصيبَت عائِلتي ورائحةُ الخمرِ تفوحُ من كلِّ مكانٍ والموسيقى الخليعةِ التي راقَصت أُذُنايَ صرعًا بها.


وتمرّ الأيامُ إلى ذاكَ اليوم. مشاعرٌ تُهاجمني، أخافُ على هؤلاءِ الأطفال،


إنها طِفلتي الخامسةُ إيلانا بلغَت عامًا من عُمرها. يُراقصُها أباها على أكتافهِ بتلكَ الألحانِ المترنقةِ بأغنيتها المفضلةِ بحبٍ وحنان.


وتدورُ تلكَ الأحداثُ بمخيلتي وأنا أُلامسُ دموعيَ الفائضةِ المتشبثةِ على وجنتاي، أينَ هُم؟


أَيُّها الرَّب، أنقذني هل هذا وهْم؟


أيُّها الرَّب، أُناجيكَ بانكساريَ فهل مِن مُجيب؟


فتلكَ الليلةُ الماضيةُ يغمرُ أطفالهُ بحبٍ ووُد، وماذا الآن؟


أينَ هم أيُّها الرَّب؟ أُريدُ أطفاليَ؛ فهُم فِلْذةُ كبِدي، فهل مِن مُجيب؟


تََوَانا البحثُ عنهم لأيامٍ بل لاسابيعَ وأشهُر، في كلُّ ثانيةٍ كانَ الفراقُ يحرقُ قلبَ أمِّهِم، فما لبِثوا في جَوفها تسعةَ شهورٍ عن عَبث، فحتَّى نبضاتُهم لا تزالُ آثرها في جَفايا بطنِها، لقد طالَ الغيابُ حتى نفِذَ صبرُها، وتقاعَست دورياتُ الشرطةِ عن البحث، فحتى حبلُ الأملِ قد قُطِع. جاءَ ذلك اليوم الذي ارتمى أخاها بينَ أضلعِ السَّرطان، فها هوَ الخبيثُ يأكلُ بجسمِ شقيقها الذي لم يترُكها يومًا واحدًا. بعدَ سماعِها لخبرِ مرضِ أخيها، خيَّمَ الحزنُ عليها وبدأَ اليأسُ يحتلُّ تفكيرَها من كُلِّ ناحية، جلَست الى جانبِ شقيقها وهو في العنايةِ الحثيثةِ في صراعهِ مع الموت تشكي خيباتِها "أطفالي وزوجي ذهبوا ولا اعلم عنهم شيء فأرجوك لا تتركني لوحدي عليكَ النهوضَ حالًا، أنتَ من بقيَ لي من والداي".


دخلَ عَليها الشرطيُّ الغرفةَ فإذ بها تبكي وتدعو ربَّها، ارتبكَ قليلاً وتعرَّقَ جسده بالكامل يهمسُ لنفسه:"كيف عسايَ أن أخبرَها بما حدث؟ بين ثواني تفكيرِ الشرطيِّ ومحاولتهِ لإخبارها، أدارت رأسها بحرقةٍ قائلة:


-ماذا هناك؟


-أطفالكِ، لقد ماتَ جميعهم، لم يبقَ منهم أحد، لكِ مني أشدُّ التعازي لما فقدتِ. دارَ ظهرهُ لها وخرجَ من الغرفةِ باكيًا لم يستطع أن يُعلمها عن قاتلِ أطفالها،


بعدَ رؤيتهِ لها بتلكَ الحالةِ تراجعَ عن قولِ الحقيقةِ وشعرَ بالشفقةِ تجاهها؛ فدُموعها على وجنَتيها، جَسدها مُنهك، حرقةُ قلبها على أخيها ثم أشلائها التي تناثرت كقطعة زجاج. أصبحَت مبتورةَ الجناحَينِ ليسَ باستطاعتها المقاومةُ لأوجاعِ حياتها اللامتناهية، استسلَمت للقدرِ وذهبَت لدفنهم تحتَ التُّرابِ بل دفنِ ذكرياتهم الجميلةِ والقبيحة، أصواتُ قهقهاتهِم العالية، رَحلوا ورَحلَت روحها معهم وكأنها دَفنت نفسها، تشتت وتاهت فلا مكانَ لبصيص أملٍ في حياتها.


ما حدثَ بعدَ ذلكَ كانَ ندمُ الحاكمِ الظَّالمِ الذي لم يكتفِ بزجِّ زوجتهِ المسكينةِ خلفَ قضبانِ التأوُّهِ والألم، بل اجتثَّ روح أطفالهِ المساكين، وقتلَ أحلامهِم النديَّة المخضبةِ بحسِّ البراءةِ واللُّطف. لم يندم على ذاكَ فحسب، بل كان يتفطَّرُ قلبهُ لأشلاء؛ حُزنًا على أفعالهِ المتوحشة، باتَ ضميرهُ يعذِّبهُ بلا رحمة! وكأنما يُغرسُ في قلبهِ خناجرَ صدئةً مكسوَّةً بحميمِ اللظى. ليتلوّى في قعرِ الجحيمِ كُلَّ ثانيةٍ، يترنّحُ بينَ جُدرانِ قلعتهِ باكيًّا مستاءً لحاله يبكي ويصرخُ بهستيريّة؛ فقررَ إنهاءَ كلِّ ذاكَ بِقتلِ نفسهِ علَّهُ يستنشقُ هواءً بلا عذابِ ضمير. وتمّ إعلانُ موتهِ جانيًّا على نفسهِ في غرفتهِ العفنة، مُخلِّفًا وراءهُ زوجتهُ التي تتأرجحُ بينَ سكراتِ الموت، لتموت هي الأُخرى بعدَ مُعاناتها من صدمتها النفسيّةِ.

التسميات: , ,

أرواح لاجئة!




سلسبيل حسين خشاشنه


أرواح لاجئة!


لا أحد يدركُ مدى قسوة الأيام التي يعيشها شخص لم يجد أي وسيلة لتحقيق أمنياتهِ بعد، ثم ما حيلة المُضْطّر غير جملة من الأوهام يلجأ إليها كلما طرحه سطوة الواقع أرضاً...؟!


إننا نلجأ إلى عالم لا سلطة فيه لأحد، حيث لا حساب على ما نقدم


حيث كل شيءٍ مباح، حيث عالم الأحلام.


هناك أجد نفسي، وآخرون هربوا مثلي تماماً من جحيم الواقع.


لي بينهم صديقة خذلها القريب قبل البعيد، أجدها في انتظاري دائماً، أُجالسها فنبكي سوياً على ما آلت إليه أحوالنا...

التسميات: , ,

الموسيقى الحزينة




سماح موسى عليوة

ما السر وراء هذهِ الموسيقى الحزينة .. ؟!


لماذا تتلاعب بمشاعري، كنتُ أظن أنَّ قَلبي حجر ودموعي جفّت، لكن هذه الموسيقى أكدت لي أن فؤادي أرق من الورق وأن دموعي على قيد الحياة .


يا الله كم لامستْ كنيني هذه الموسيقى الجبارة !


هي ليست موسيقى هي كل ذرة حزن استنشقت وملأت الجوف بخزين من الاختناق، صرخة تبحث عن فناء وحبست بين جدران الندم


هناك غصة في قلبي تؤلمني كل يوم وتعصف بي أستطيع ولا أستطيع البوح بما أكتم، لم أكن أعلم أن روحي الممزقة تحتاج كلمة طيبة تضمد بها جرحي النازف، لقد ضاع كل شيء، دمعتي ملت من الطريق الذي تسلكه كل يوم وكل دقيقة ... كل يوم معاناة جديدة وكأننا ندخل في مواجهة مع الحياة، لقد خارت قوانا، ولسان حالنا لايقوى حتى على الدعاء، لم نظن أن المجتمع سيء، هل أتجرأ أم أصرخ بما يتكدس في قلبي من ألم، أم أكويه بحرارة القسوة وأميته عنوة؟!


لا أعلم أي نهاية تنتظرنا لكن على الأقل سننجو من الخراب، أدركنا أن الانهيار أصعبُ من الموت لذلك لم يأتينا بعد، كفى !!


لقد تشردنا وتضعضعت قوانا، ونحن لا ننتظر سوى جرعة أمل تبقينا أحياء لمجابهة المزيد من الشقاء...

التسميات: , ,

قلبٌ من نور



نور أحمد الدهون


" قلبٌ من نور"


يعيشُ المرءُ على حافةٍ من الحياة ، ترنو به إلى ميادينَ واسعة ، يتقلبُ بها يمنة و يُسرى، يبتسمُ تارةً و يحزنُ تارةً أخرى ، يغضبُ و يبتسم ، يتقلبُ قليلًا قبل النوم ثم ينامُ نومًا عميقًا سرمديٌ و هادئ


يجوبُ في فضاءٍ لُجيّ كـ طائرٍ في سماءٍ واسعة ، قلبهُ فارغ و قلمهُ في يده ، ماضٍ و هو يُردد في جوفه أهلاً بأقدار الله الرائعة ، لا يُبالي لأي أمرٍ كان و سيكون ، وضع الرضا في قلبه و عاش مُستقِرًّا ، ساكنًا ، و هادئ .


حتى يأمر اللّٰه بأن يسكُن أحدهم شغاف القلب ، بأن يستكينَ بقُرب أحدهم ، بأن يجد نصفهُ ، مُكمِلَه ، و صاحب نبضاتِه


هو شخصٌ واحدٌ ستحصُلُ عليه كما لو أنك حصلت على رزقٍ عظيم و نعمة أعظم ، شخصٌ واحد خُلِق لك و خُلقت لهُ ، شخصٌ واحدٌ تجد في قُربه الراحة والسعادة ، شخصٌ واحد يستحق أن يكون صاحب ذلك الشيء الذي على يسارِ صدرك ، واحدٌ فقط ، لا غيره


تتغيرُ الأمور بعد ذلك ، حتى تُصبح أكثر رونقاً، يُضيف الله قطعة سُكرٍ الى حياتُكَ حتى تُصبح أكثر حلاوةً و جمالاً ، بعد كمٍّ هائل من الإنكسارات و الخيبات ، تجدُ الحُب في القلبِ قائمٌ ، تُصبحُ أرضُ القلبِ خضراء كـ الجِنان ، و تُصبحُ خفقاتُ القلب مليئة بالشغف و الحُب و الحياة


الحُبُ شُعورٌ من نور ، يجوبُ بِقاع الأرضِ حتى يأمرُ الله أن يستقر في مُقلتيك ، وتحيا به ، و كما كنت أقول دومًا أنّ عوض الله مُدهش ، إلى أن أيقنت ذلك ، و عرفتُ أن الله يُرسلنا لبعضِنا رحماتٍ ونور ..

التسميات: , ,

حدودكَ




هداية رامي الزريقات


حدودكَ هي مدى إيمانكَ وثقتكَ بنفسك، لا تدع أحدًا يقنعك بعكسِ ذلك...


اترك المحبطين والفاشلين يتحدثون كما يشاؤون، لأنهم لا يجيدون شيئًا غير ذلك للقيام به، فلا تكُن مثلهم، وكُن شخصًا تعبَ واجتهد ليصلَ إلى أحلامه، آمن بنفسك وأعطي كُلَّ ما لديك لأحلامك وأهدافك، دُونَ اكتراثٍ لكلامِ الآخرين، فمستقبلك الذي تتمنى لن يأتيك دون تعب، بل أنت من سيسعى للوصولِ إليه ...


وكُن عكس ما يريدونكَ أن تكون، كن أنت، ولا تستمع لنصائح الذين يقولون ما لا يفعلون ...


وكُن مكتفياً بذاتك، لا تنتظر المدح من الآخرين لتشعر بإنجازك، ولا تنتظر الذم لتشعر بسوءِ ما فعلت، اجعل قلبك وعقلك وضميرك يقولون لكَ ما يجب قوله وفعله ..


فقط كُن أنت ..

التسميات: , ,

كلام القلب





أروى عادل السكر


وما زالَ يقولُ ما هو كلام القلب؟


هل سمعتِ بكلامِ القلب أم لم تقرأ أي شيءٍ كهذا من قبل؟


اليوم قررتُ سماع قلبي، وأرى ما الذي يحدث له كلما رأيتك، يبدأ بالنبض بقوة دافعة وكأنهُ يقولَ وجدتك بصوتٍ عالٍ ذو سعادة،


هل أنتَ ساحرٌ أم ماذا؟


كالبرقِ سحرتَ قلبي وكأنهُ طفلٌ صغيرٌ يُريد الحلوى ويردد ويقول أريد، أريد...


هل تريدُ سماع قلبي، وماذا يُريد أن يتكلمَ عنك؟ وهل قلبكَ يتكلم؟


هل يشعرُ بكل نبضةٍ في قلبي ؟! فنبضاتي هي التي تتكلم ماذا يحدث داخلي، أنصِت جيدًا لكلامي


أراكَ وكأنكَ نبض لقلبي ودونكَ لا يوجد شيئاً يُدعى القلب، عندما أرى عينيك ذات البريق، وكأنها نجمةٌ تلمع في كل مرة أراكَ فيها في سماءِ قلبي، ولونُ القهوة في عينيكَ الذي يضيفُ طعمَ القهوةِ بقوةٍ في فنجاني، أنتَ الشخص الذي سحر القلب وأصابهُ برصاص الحب، ولكن ليس من ذلكَ النوع المخيف بل الرصاص الذي استوطنَ روحي وبنى عُشاً له في القلب ويشعر بشيءٍ مختلف تماماً عن كل ما شعرتُ بهِ طوالَ حياتي، وكأن الحياة بدأت من تلك الثواني، هذا ما قاله القلب وهكذا فتحت لك كتاب قلبي....

التسميات: , ,

جليلٌ في الهوى






رهف حامد الدعجة


جليلٌ في الهوى


كان كلٌّ على حافةِ الانهيار إلى أن التقينا، تحدثنا ليالٍ وامتدت إلى أن أصبحت ليالٍ في الهوى المُستنبط من وحيِّ الليل، تهاجّٓدنا في كُلِ بارِحة من الأيام، وفي كُلِ اللحظات كُنا نستلذُّ بأحاديثِنا الغير مُتناهية، وأما عن القمران المحفوران في وسطِ الوجهِ المُنٓعمِ ذو المِسكِ المُطيب، والشفتانِ المُتوردتان گالمروة من جناتِ النعيم، فذاك الاسترسالُ في شعرِكِ المُنسابُ خير انسِياب گسرابِ الهٓيْماء تٓأٓرّٓبٓ جٓنٓانِ من فتنتهِ.


بِكُلِ اختصار..


حسناءٌ غفت في عُمقِ ذاكرتي و تفكيري و هاجسي و وجداني و جميعُ تفاصيلي، لا أريدُ الأربعون من أمثالِكِ بل أريدُكِ أنتِ


والأربعون صفةٌ في محياكِ.


عهدًا و وعدًا و إلى المالانهاية


أحبكِ...


في الحاضر والمُستقبل وفي أحلامي ماضٍ، سأكونُ لكِ تلك الخيمة لأضعكِ بين أحضاني و أتوهُ إلى البعيد و أتغاضى عن كُل شيء إلا أنتِ.


و آخر ما تبقى من الحبر وليس من فاهِ سأقولُ لكِ⁦


أحبكِ...

التسميات: , ,

ألمٌ ساكنٌ




فرح علاء النقروز

ألمٌ ساكنٌ في القلب بصمت، مؤلم أنكَ لا تعرف ما بكَ سوى أنكَ تتألمُ من شيءٍ تعجز عن وصفه، أقمتِ بسرقتنا أيها الحياة ؟! لم يعد شيء كما كان، تغيرت الحياة وتغيرنا كثيراً، أصبحنا نخفي حزناً وألماً ودموعاً، وأحياناً خلف عبارة " أنا بخير " يكمنُ الكثيرُ من الألم 


تباً لعزة النفس وسَحقاً لواقع لا يوجدُ فيهِ أحدٌ يقومُ باحتوائنا بصدق، عجباً لهذه الدنيا لا تعطينا وقتاً كافياً للراحة، بل تمنحنا الخيبات بشكلٍ متواصل، ضربة موجعةً لا تكفُّ عن النزيف وتلحقها ضربة أخرى 


لا أعلمُ إن سكنَ الحزنُ قلبي لبعضِ الوقت، أم قلبي الذي صادقَ الحزنَ فأصبحا حميمين 

التسميات: , ,

2021/06/27

رواية لعَلَّ..






رواية لعَلَّ..


تبدأ الكاتبة روايتها مخاطبةً شخصية اسمها " عروة "، بكلمات مليئة بالألم، عن الحرب و اللجوء....., وعن تحطم الآمال والخيبات واليأس، وتقوم بمحادثتهِ أيضًا عن كل الأشياءِ التي مرّت بها، في ظلِّ أنها ترى فيهِ رَجلَ أحلامها الذي تتمناه في واقعها، لكنها أيضًا تتحدثُ عن خيانتهِ لإمرأةِ قلبهِ هناء.

ويبدو من السياق أنَّها هي الكاتبة نفسها, سوف تخاطب عروة وهي تعلم أنَّ كلماتها لن تصله، ستحكي له قصة أخرى عن الحب والوفاء وستخطها كرواية في أيامنا هذه, حيث يعيش العالم حرباً أخرى ضدَّ وباء كورونا, وستصف كيف تطلق صفارات الإنذار يومياً في وطنها, والذي يبدو من خلال السياق الأردن، في حين أحداث قصتها جرت في دمشق وخلال العقد الثاني من القرن الحالي, وهي حرب مختلفة تماماً عن حرب كورونا، بين أبناء البلد، فالكاتبة كانت حيادية في حديثها عن الحرب، كذلك لم تصرح بأسماء الجهات المتحاربة، وإنما تحدثت عن حرب قائمة بشكل عام "قذائف وتفجيرات وقصف و...., وهناك بعض الخونة أيضاً."

قصتها عن الحرب في دمشق بطلتها فتاة تدعى شام, تعمل ممرضة, وفي مثل تلك الظروف التي تعيشها كان من طبيعة عملها أن قد تخرج للأماكن التي سقطت عليها القذائف، وتقوم ومن معها من فريق طبي بإسعاف المصابين في إحدى المرات التقت بصحفي يدعى وطن, يقوم بتوثيق الإصابات وآثار الدمار بكاميرته, سوف تعترض على تصويره فهي ترى في ذلك انتهاك لخصوصية المصابين، في حين سيشرح لها هو أنَّ ما يقوم به غرضه إيصال ما يحدث من جرائم وفضحها في أنحاء العالم.

لاحقاً سيكون (وطن) في أحد الأماكن التي يحدث فيها تفجير، ويصاب إصابة بليغة، وستكون الصدفة أن ينقل للمستشفى التي تعمل بها شام، وتُوَّكَل هي بالعناية به, وهنا شيئاً فشيئاً ستولد قصة حب بينهما، وستتعرف شام على أفراد أسرته حيث سيحضرون لزيارته، وتكون هي صلة الوصل معهم إذ كان وطن في العناية المشددة, ولا يسمح بزيارته.

لاحقاً وبعد أن يشفى وطن ويغادر المستشفى, سيعترف لشام بحبه, غير أنَّه سيعتقل بتهمة تعاونه كصحفي مع جهات معادية للوطن، ويمكث في المعتقل ستة أشهر، والمفارقة أن لوطن أخ هو ضابط كبير في الشرطة, لكنه سيتهرب من مساعدته خوفاً على مركزه, حتى أن إحدى جلسات تعذيب وطن سيكون أخوه (محمد) حاضراً فيها ولكن دون أن يحرك ساكن.

سيقوم صديقُ وطن في الاعتقال بإيصال رسالةٍ لشام والعكس. وعند خروجه من المعتقل ستكون النهاية سعيدة..

هناك العديد من الأحداث خلال تلك الفترة، لكن لا مجال لذكرها جميعها, كذلك ستقوم الكاتبة بنهاية كل فقرة أو النقل بينَ مشهد وآخر في الرواية بالتوجه بحديثها لعروة ببضع سطور.

ولأولِ مرةٍ في نظرِ الكاتبة تُنهي قصة حبٍّ بطريقةِ سعيدة تُرضي قلبها بعيدًا عمّا يعيشهُ العشاق في زمننا هذا، وفي ظلِّ عدم اكتمال العلاقات ..


اقتباسات من الرواية ..

بعد ِّكل ُخطو ٍة في الحب نغرقُ أكثر، ولا يمكننا العودة من حيثُ أتينا وإن عُدنا لا نعودُ كما كُنّا ..

قاسية هي تلك اللحظات المملوءة بالخوف، والخشيةِ من البوح بما يدورُ في الأعماق من مواقف حدثت ولم تندثر، عن الموت المحيط، الخوفُ من الفقد، التراخي، التقاعس، التهاون، البرود .....

والمرعب في الأمر أن تكونَ الحياة معرضةً للانتهاء بأيِّ وقتٍ وبلمحِ البصر بسبب قنبلةٍ أو رصاصة ....


المؤلف ..

بيسان تيسير الشملتي، من مواليد الأردن في سنة 1995، تبلغُ من العمر 25 عامًا، أول أعمالها رواية " لعَلَّ "، بالإضافة للكثير من النصوص القصيرة التي نُشرت لها في كثيرٍ من المجلّات الالكترونية..

ونشر لها أيضًا نصًا قصيرًا في صحيفة الدستور الأردنية ..


من نصوصها ..

أنا لا أُملَكُ بالضغطِ والسيطرةِ يا عزيزي، ولا يمكنُ لأيِّ محاولةٍ من محاولاتكَ في طمسِ أحلامي وشخصيتي أن تنجَح، أؤكِدُ لكَ ذلك، إنني إمرأةٌ مقاومةٌ بطبيعتي، فإن شَعرتُ بكبحكِ لقدراتِي سأُفجّرُ الأصفادَ بحثًا عن الحريّة، فلن أسمحَ بأنْ أكونَ ذاتَ جُنحانٍ مصلوبة، فإما أن أكونَ إمرأةً صارمةً ذاتَ سؤددٍ ومجد، وإلا فلن أقبلَ بأن أكون مستضعفةً، خاضعة، عاجزةً، ومغلوبةً على أمرها، أنا إمرأةٌ قوية يَطفو الخِذلان على عُنقي كعقدٍ رديء، ولا زلتُ أمنحُ السكينة .. لستُ ممن تفصح عما بها أو تنحني باكيةً أمام أحدهم ، وإن كنت أعتصر ألمًا لن أسمحَ لأحدٍ أن يلاحظ أي شيءٍ سوى ساعات نومٍ إضافية ، أسقطُ وحيدة وأتجاوز وحيدة وأستقيم وحيدةً أيضًا، بالرغمِ من أن أكثرُ ما يُؤلمُ المرأة يا عزيزي أن تعيشَ غُربةً وهي محاطةٌ بدُنيا بأكملها، أن تشعر بالغُربة في موطِنها، أن يصبِح مأمنُها سِجنُها، وأن ترى نفسها ضعيفةً فاشلة تمشي في نفسِ المكان ولا تتقدم، وبناتُ جيلها يحلقنَ في سماءٍ تملؤها الإنجازاتُ والنجاحات، فإما أن تكونَ مثلهن، أو أفضل منهن، ولا مكانَ لاحتمالٍ ثالث ..

هكذا أنا ..


اعداد وكتابة: بيسان الشملتي

التسميات: ,