2021/06/28

الواحدة صباحاً




بقلم :مرح حسين الحماد


إنها الواحدة صباحاً، سكون من كل مكان، انفجارات تحت جفوني.... جسدٌ يرتجف، ووسادة مبللة... وهاتف يكتب، ويدان ترتجفان ...


أنا الآن عبارة عن جسد صامت... عينان متعبتان، وقلب عجوز.... فقدت جميع أنواع المشاعر... أصبحت خالياً تماماً من أي مشاعر، بدوت وكأني صخرة عجوز يُلاحقها الموت، انا الآن شجرة هامدة... متعبة من شدة حملِها، كلما أنظر لنافذة لعلَّي أقتبس منها نور أضيء بها عتمي، صفعتني تلك النافذة بلكمة مميتة، كل ما حولي يؤلمني، أشعر بلهب يشتعل بداخلي، هناك نيران ملتهبة، لا أحد يرى ما بداخلي، أقف الآن بكل شموخ... وصدري يشتعل، وبرغم ما أنا به الآن بداخلي ثمة شي ما، في هذا الصدر المتهشم بقي عصفور عالق، يغردُ بما تبقى له من صوته المتعب، يوقظني لعله يعيد الشخص القديم الذي طالما كان يغرد لأجلهِ بأجمل الاغاني، يريد أن يحيا هذا القلب من جديد، ولكني أصبحتُ بلا قلب حتى، لم أسمع نبضاته منذ آخر خذلان، منذ آخرِ كسرة وآخرِ مرةٍ نبض بداخلي شي ما، هناك آلامٌ يستطيع المرء تجاوزها، وقد يتناسها، وهناك آلام لا تقبل بالرحيل، تتملكُ صدرك فيصبح بيتها الدائم...


تحاول انتزاعها بكل ما تبقى بك من قوة، وفي نهاية الأمر تستلم أمام هذا الكم الهائل منها، أأحمقٌ أنت ؟! ما الذي تود انتزاعه.... ؟!


أنا الآن كومة يأسٍ مغطاة بغطاء مفصل من الحزن، كل ما بداخلي حزين، يداي أصيبت بالرجفة اللاإرادية، كل مافي هذا الكون يرعبني ويبعث لي مشاعر الخوف، وكل من على الأرض يفزعني، وكل صوت يثير جنوني، أنا الآن متعب..


من يعيد لي سلامي؟! من يعيد لي اتزاني ؟! من يعيد لي قلب كانت تملؤهُ الحياة ؟!


ينقصني الكثير والكثير، لم يعد هناك ما يثير اهتمامي، أصبت بالبرود الذي يحرقُ جوفي، وهذا أصعب ما يمرُّ بهِ المرء، أن يحترق من برودك القاتل...


كل ما أستطيعُ قوله: أنني متعب...!!

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية