مجنونة ..
جنات الخلد شلش
الشوارع مزدحمة جداً، كنتُ بالكاد أراك، تقف أمام الحافلة ترتدي حقيبتكَ المدرسية، أركض ناحيتك، كيف تركب هَكذا دون أن تودِعني! أجرُّ نفسي وخيبتي خلف حافلتك، انتظِر، خذني معك أرجوك! .. تتناول شطيرتك قبل الذهاب إلى العمل كالعادة، يا هيي!! جعله الله هنيئاً مريئاً على قلبك، تتحدثُ مع أمكَ تارةً وتارةً تغني، رأيتُك تُطعِمُ القطط قطع دجاج، كَنتَ تخاف سابقاً من القطط، ما الذي حلَّ بكَ اليوم! تجلس على أحدِ المقاعد الخشبية في السوق، تحمل أكياس مملوءة بالموز والتفاح، تقضم واحدة منها وتعيدها إلى الكيس مرة أخرى، أشاهدكَ بدهشة، عيناك مشدودتان من الأطراف، سوداءُ اللون .. لِم تَركض! أأَمُكَ مُتعبة كالعادة!
أُمك مُتعَبة عزيزي؟
ماذا؟ عزيز مَن! مَن أنتِ؟
تبًا، إني أراكَ كلك هنا وهناك، الوجوه كلها أنت، أنت تقودُ كل الدراجات والحافلات، منذ متى وأنت تطالع الفتيات بارتياح! ألم تعُد الوُعود بيننا صالِحَة؟ .. أَخذتُ أحملقُ في الجميع ميتمة برؤياك؟ ألم ترونَه؟ يشبهك يا عمي، لكن شعره بني اللون لا يزال شابًا الى الآن ولم يشيب ، أنا من شبت يا عمي، ألا تَرى؟ .. عيونَه سوداءَ مثل عينيك أيها الولد الشقي.. انتظر لا تركب الحافلة، اسمعني ..!
أُصِبتُ بالدوار، رأسي يترنح تارةً هُناك وتارةً في الجَنوبِ والسَماء ... أيمكن لأحدكم أن يُصبح مثله!
ها؟ عمي، عمتي، أيها الشاب الوسيم، خالتي!
مجنونة ..
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية