رواية لعَلَّ..
رواية لعَلَّ..
تبدأ الكاتبة روايتها مخاطبةً شخصية اسمها " عروة "، بكلمات مليئة بالألم، عن الحرب و اللجوء....., وعن تحطم الآمال والخيبات واليأس، وتقوم بمحادثتهِ أيضًا عن كل الأشياءِ التي مرّت بها، في ظلِّ أنها ترى فيهِ رَجلَ أحلامها الذي تتمناه في واقعها، لكنها أيضًا تتحدثُ عن خيانتهِ لإمرأةِ قلبهِ هناء.
ويبدو من السياق أنَّها هي الكاتبة نفسها, سوف تخاطب عروة وهي تعلم أنَّ كلماتها لن تصله، ستحكي له قصة أخرى عن الحب والوفاء وستخطها كرواية في أيامنا هذه, حيث يعيش العالم حرباً أخرى ضدَّ وباء كورونا, وستصف كيف تطلق صفارات الإنذار يومياً في وطنها, والذي يبدو من خلال السياق الأردن، في حين أحداث قصتها جرت في دمشق وخلال العقد الثاني من القرن الحالي, وهي حرب مختلفة تماماً عن حرب كورونا، بين أبناء البلد، فالكاتبة كانت حيادية في حديثها عن الحرب، كذلك لم تصرح بأسماء الجهات المتحاربة، وإنما تحدثت عن حرب قائمة بشكل عام "قذائف وتفجيرات وقصف و...., وهناك بعض الخونة أيضاً."
قصتها عن الحرب في دمشق بطلتها فتاة تدعى شام, تعمل ممرضة, وفي مثل تلك الظروف التي تعيشها كان من طبيعة عملها أن قد تخرج للأماكن التي سقطت عليها القذائف، وتقوم ومن معها من فريق طبي بإسعاف المصابين في إحدى المرات التقت بصحفي يدعى وطن, يقوم بتوثيق الإصابات وآثار الدمار بكاميرته, سوف تعترض على تصويره فهي ترى في ذلك انتهاك لخصوصية المصابين، في حين سيشرح لها هو أنَّ ما يقوم به غرضه إيصال ما يحدث من جرائم وفضحها في أنحاء العالم.
لاحقاً سيكون (وطن) في أحد الأماكن التي يحدث فيها تفجير، ويصاب إصابة بليغة، وستكون الصدفة أن ينقل للمستشفى التي تعمل بها شام، وتُوَّكَل هي بالعناية به, وهنا شيئاً فشيئاً ستولد قصة حب بينهما، وستتعرف شام على أفراد أسرته حيث سيحضرون لزيارته، وتكون هي صلة الوصل معهم إذ كان وطن في العناية المشددة, ولا يسمح بزيارته.
لاحقاً وبعد أن يشفى وطن ويغادر المستشفى, سيعترف لشام بحبه, غير أنَّه سيعتقل بتهمة تعاونه كصحفي مع جهات معادية للوطن، ويمكث في المعتقل ستة أشهر، والمفارقة أن لوطن أخ هو ضابط كبير في الشرطة, لكنه سيتهرب من مساعدته خوفاً على مركزه, حتى أن إحدى جلسات تعذيب وطن سيكون أخوه (محمد) حاضراً فيها ولكن دون أن يحرك ساكن.
سيقوم صديقُ وطن في الاعتقال بإيصال رسالةٍ لشام والعكس. وعند خروجه من المعتقل ستكون النهاية سعيدة..
هناك العديد من الأحداث خلال تلك الفترة، لكن لا مجال لذكرها جميعها, كذلك ستقوم الكاتبة بنهاية كل فقرة أو النقل بينَ مشهد وآخر في الرواية بالتوجه بحديثها لعروة ببضع سطور.
ولأولِ مرةٍ في نظرِ الكاتبة تُنهي قصة حبٍّ بطريقةِ سعيدة تُرضي قلبها بعيدًا عمّا يعيشهُ العشاق في زمننا هذا، وفي ظلِّ عدم اكتمال العلاقات ..
اقتباسات من الرواية ..
بعد ِّكل ُخطو ٍة في الحب نغرقُ أكثر، ولا يمكننا العودة من حيثُ أتينا وإن عُدنا لا نعودُ كما كُنّا ..
قاسية هي تلك اللحظات المملوءة بالخوف، والخشيةِ من البوح بما يدورُ في الأعماق من مواقف حدثت ولم تندثر، عن الموت المحيط، الخوفُ من الفقد، التراخي، التقاعس، التهاون، البرود .....
والمرعب في الأمر أن تكونَ الحياة معرضةً للانتهاء بأيِّ وقتٍ وبلمحِ البصر بسبب قنبلةٍ أو رصاصة ....
المؤلف ..
بيسان تيسير الشملتي، من مواليد الأردن في سنة 1995، تبلغُ من العمر 25 عامًا، أول أعمالها رواية " لعَلَّ "، بالإضافة للكثير من النصوص القصيرة التي نُشرت لها في كثيرٍ من المجلّات الالكترونية..
ونشر لها أيضًا نصًا قصيرًا في صحيفة الدستور الأردنية ..
من نصوصها ..
أنا لا أُملَكُ بالضغطِ والسيطرةِ يا عزيزي، ولا يمكنُ لأيِّ محاولةٍ من محاولاتكَ في طمسِ أحلامي وشخصيتي أن تنجَح، أؤكِدُ لكَ ذلك، إنني إمرأةٌ مقاومةٌ بطبيعتي، فإن شَعرتُ بكبحكِ لقدراتِي سأُفجّرُ الأصفادَ بحثًا عن الحريّة، فلن أسمحَ بأنْ أكونَ ذاتَ جُنحانٍ مصلوبة، فإما أن أكونَ إمرأةً صارمةً ذاتَ سؤددٍ ومجد، وإلا فلن أقبلَ بأن أكون مستضعفةً، خاضعة، عاجزةً، ومغلوبةً على أمرها، أنا إمرأةٌ قوية يَطفو الخِذلان على عُنقي كعقدٍ رديء، ولا زلتُ أمنحُ السكينة .. لستُ ممن تفصح عما بها أو تنحني باكيةً أمام أحدهم ، وإن كنت أعتصر ألمًا لن أسمحَ لأحدٍ أن يلاحظ أي شيءٍ سوى ساعات نومٍ إضافية ، أسقطُ وحيدة وأتجاوز وحيدة وأستقيم وحيدةً أيضًا، بالرغمِ من أن أكثرُ ما يُؤلمُ المرأة يا عزيزي أن تعيشَ غُربةً وهي محاطةٌ بدُنيا بأكملها، أن تشعر بالغُربة في موطِنها، أن يصبِح مأمنُها سِجنُها، وأن ترى نفسها ضعيفةً فاشلة تمشي في نفسِ المكان ولا تتقدم، وبناتُ جيلها يحلقنَ في سماءٍ تملؤها الإنجازاتُ والنجاحات، فإما أن تكونَ مثلهن، أو أفضل منهن، ولا مكانَ لاحتمالٍ ثالث ..
هكذا أنا ..
اعداد وكتابة: بيسان الشملتي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية