فقيدة فبراير
تارا فارس رزق الله
فقيدة فبراير..
ستبقى حلمي الذي أريدهُ لكنني لا أتمنى حدوثه..
في ليلةٍ من ليالي نوفمبر ردَّدتُ لك كم أحبك، اقتربتُ نحو السرير وكنتَ تغفو على جانبك الأيسر وشعرك كعادته يا حبيبي غير مرتب..
كما لو أنك تتعمد أن تلوي قلبي به فلطالما أخبرتك بأن شعرك المجعد يلوي قلبي من جماله وتلقائياً ودون أدنى تفكير أمسكت يداك وقبلتها كما لو أنني أوعدك الوداع الأخير، كنت جاهلةً يومها لما سيحدث غداً أردتُ أن تكون تلك الليلة أجمل من ليلةِ عنتر عندما حظيَ بعبلة،
أظن أنني أخبرتك يوماً بأنني من فرط حبك سأكون شهيدتك..
لم أكن أظن في تلك الليلة أنني حقاً قصدتها لكن عدالةَ السماء أرادت عكس إرادتي، وبين همسات الرياح و إيحاءات داخلية تتربص بي.
كنت أرتجف خوفاً فغمست نفسي بين أحضانك، لا أنسى كلماتك التي رددتها لي ياحبيبي " ستكونين بخير" حيننها اطمأنَّ قلبي وغفوتُ على كتفكَ غفوتي الأخيرة..
ونظراتي لكَ حينها لم أجد لها تفسير، شعرت بأنني حبل ممدد بين السماء والأرض كأنه نصب بين قبري وقلبي...
شعرت وكأنَّ السماء تنغلق أمام عيناي والأرض تفتح ذراعيها لتحتضنني.. علت همساتها فهب البرود بعروق جسدي فشعرتُ بأحد يقول: الآن يمكنك العودة إلى قبرك والنوم بهدوء، دعي عزيزك وارقدي بسلام..
استيقظت من حلمي خائفة، فما كان منكَ إلا أن أمسكتني وزملتني، كنتُ منهارةً بالبكاء لم أكن أقوى على الخلود إلى النوم من جديد، فطلبتُ منه أن يخلد للنوم لأُسامرهُ بنظراتي، لم أكن أريد من الحياة أن تسرق مني المزيد من النظرات التي يمكنني بها أن أحفظ ملامحه،
في منتصف الليل وبينما هو غارق في نومه صحوت بخوف ونظرت إليه كان قابع في مكانه يغفو في نوم عميق، فشعرت بأن عيناي ممتلئة بالدموع، أبكي على ذكراه وأترحم على روح أرهقتني شوقاً ورحلت، لم أكن أظن أن تلك هي غفوته الاخيرة ....
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية