2021/06/27

حَربُ الذاتِ





يارا عادل السليمان


حَربُ الذاتِ


إن شعرتَ أنَّ الحرب قد أُشعِلت في داخلك، اترك معدات حروبك للواقع، واهرب إلى عالم أحلامك، عالم حريتك، العالم الذي تشعر فيه أنك شخص حر بلا قيود أو حتى مسؤوليات .


أبحر في سماء كتابتك، أو غص في بحار رسوماتك، تعمق في التقاط صورك، وحلّق في أنغام الموسيقى خاصتك.


اهرب إلى عالم هوايتك، ذلك العالم الذي تكون فيه أنت السلطان، أنت سيد نفسك وروحك .


وإن لم تعثر على عالم هوايتك، اهرب إلى عالم النوم، عالم الأحلام، المهم ألّا تبقى في ذلك العالم الذي أدى إلى نشوب الحرب في داخلك.


أأخبرك نصيحة أخرى ؟! إن لم تجد سعادتك وحريتك في أي عالم، أبحث عنها في ضحكات الأطفال، عانق طفلاً واطبع قبلةً على جبينه، أشعر برائحة الطفولةِ والبرائةِ، ثم خذ نفساً عميقاً، بعمق حروبك مع نفسك، وأكثر بكثير، ثم ارفع رأسك إلى سماء وخذ نفساً آخر بتروّي، وقل يا حروب ذاتي، أنا لي رب عظيم أعظم منكِ، سوف يدلني على طريق السلام، و أغمض عينك، وثق بربك و انتظر الفرج.


أنهار، أصرخ، حاول البكاء...


إياك والكتمان فإنه يطفئ شغف القلب وروح، أفرغ ما بداخلك من معارك و خَيبات، ثم اجمع شتات نفسك وانهض ..


فنحن لم نخلق من أجل الانكسار . لا يوجد وقت انهيار أبدي، حتى وإن أردتَ الانهيار الأبدي تذكر من هم متمسكون بك ..


نحن أبناء تسع شهور لم نخلق للموت بلا رحلة حياة هادفة.


المهم ألّا تدع حروبك مع ذاتك، تتمكن من السيطرة على كل مشاعركَ ...

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية