بقايا حنين
بقلم: مروة عبد الحميـد المصاقري
بقايا حنين
عالقة بين زمن ماض وزمن آتٍ، أفتش بين بقايا الحنين عن صورة قديمة، وردة جففها تصحر الشعور، نصف كتاب مزقه الإهمال، رسالة ورقية اصفرت، بعد أن يبست كلماتها، قلم حبر أسود جف حلقه، ونشف ريقه، من قلة الإلهام، كرسي بقدم مبتورة، طاولة استعمرها الغبار، وطيف شخص كان هنا.
بل أظنه طيفي أنا
قبل أن أتنازل عن الحلم، قبل أن أيأس وأتلاشى في لحظة ضعف غبي، قبل أن يثور إحباط مقيت بداخلي، كنت هنا
على هذه الطاولة تربعت كتبي بفخر، ونامت مذكراتي المكتظة بالحروف المورقة، وتوسدت أقلامي مقلمة صغيرة؛ أقلام حبر الشغف التي كانت تكتبني دونما تعب أو إعياء
لطالما بكيت هنا عند أعتاب نص لم يكتمل، وعند رواية أذن لها أن لا تنتهي، لطالما نمت وفي حلقي حروف متخبطة تريد أن تخرج للعلن، ولكنني ابتلعتها عنوة، فليس هنالك من سبيل لإظهارها. بعض الكلمات "مشنقة" تستطيع أن تقتلنا فقط لإنها خرجت بحرية، وبعضها "سجن" كبير، ما إن قمت بتحريرها حتى تقوم هي بسجنك، إنها سطوة الكلمات وتمرد القلم، لذا تجد في كل نص؛ سطوراً ناقصة، وحقائقَ مخفية، وبُعداً آخر
لهذا رحلت، دون أن أحارب أو أحاول. ولكنه الحنين، يشدك من الجزء الذي يؤلمك، من قلبك!
ويضرب بسياطه ظهر صلابتك، فيرديك مشتاقاً، متلهفاً، عائداً، مستلماً لسطوة الشعور
فعدت أنا، وعاد القلم، وابتسمت بقايا الحنين
لأكتب ما تبقى، لأضع الحروف على السطور والنقاط على الكلمات، لأرتب ما بُعثِر، وأرمم ما كُسِر، ولأكمل بناء حلم قواعده مشدودة بالتوق إلى الوصول
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية