إنَّهُ الخوفُ مجدَّداً
بقلم: هيا سمير خاشوق
إنَّهُ الخوفُ مجدَّداً
"لكنّي أخاف
و ما يزيدُ الطينَ بلّة
و الدمع ذرفاً هو أنَّ خوفي لا يُفهَم "
أذكُرُ مرَّةً في نقاش؛ سُئِل : ما أبشعُ شعورٍ قد يمرُّ بهِ المرء ؟
أجابَ هوَ : الندم
و قالت أُخرى : الضياع
و زادَ آخر : الغيرة
و اتبعت هيَ : الخسارة
و كلّ ما قالوه كنتُ قادرةً على تخطّيه إلّا الخوف المرافقُ لكلِّ ما ذكر
فاستطعتُ تخطّي الندم و لكن الخوف من إعادةِ الكرّة لم أستطع
-استطعتُ تخطي الضياع و لكن الخوفَ من أيَّ خطوةٍ بإعادةِ الطريقِ الذي أحفظه لم أستطع
-استطعتُ تخطّي الغيرة و لكن الخوفُ على ما أملِكُ حالياً لم أستطع
-استطعتُ تخطي الخسارة و لكن الخوف مِن الجولاتِ القادمة لم أستطع
جعلني خوفي أفقدُ لذّة الانتصارات و أجهلُ محاسن الخسائر و المُتعِب أنّه يكبُر ، ينمو و مساحاتُ ذاتي لا تحتمل
أصبحَت بسببه ضحكة سائقِ الحافلة مخيفة، و نفاذُ شحنِ هاتف و تأخّر أمي بالرد على مكالماتي و امتحان الشهادة الثانوية و أولُ الأشياء و بداياتِ الطرق و اللون الأحمر و تجمّع الأشخاصِ في مكانٍ واحد و الرقمُ سبعة و كلّ التفاصيل كلّها أصبحَت مرعبة قادرةً على فتكي، تخطَّت مستوى الرَّهبة
حتّى الخطواتُ لم تسلم
فالخطوة التي أخطوها أشعرُ أنّها هاوية
و أغرقُ في هاويتي التي لا مخرجَ منها
أبحثُ عن حبلٍ أتمسّك به حتى أخرجُ من حيثُ دخلت
و هنا أيضاً يتشبّثَُ بي خوفي
ماذا لو أحدهم أحرقَ الحبل
-فأبتعِدُ قليلاً
ماذا لو أنَّ الحبلَ في الاتجاه الخطأ !
-أبتعدُ أكثر
ماذا او أنّها هاويةٌ أعمق
‐ أغرقُ في مكاني أكثرَ فأكثَر
علِقت !
في حالةِ الذُّعرِ الدائمِ علقِت
و لأنّه خوفي الذي لا يُفهَم و لا يُشرَح
أجَبت:
- أبشَع ما قد يمرُّ به المرءُ خوفه
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية