2021/06/24

إنَّهُ الخوفُ مجدَّداً





بقلم: هيا سمير خاشوق


 إنَّهُ الخوفُ مجدَّداً


"لكنّي أخاف


و ما يزيدُ الطينَ بلّة


و الدمع ذرفاً هو أنَّ خوفي لا يُفهَم "


أذكُرُ مرَّةً في نقاش؛ سُئِل : ما أبشعُ شعورٍ قد يمرُّ بهِ المرء ؟


أجابَ هوَ : الندم


و قالت أُخرى : الضياع


و زادَ آخر : الغيرة


و اتبعت هيَ : الخسارة


و كلّ ما قالوه كنتُ قادرةً على تخطّيه إلّا الخوف المرافقُ لكلِّ ما ذكر


فاستطعتُ تخطّي الندم و لكن الخوف من إعادةِ الكرّة لم أستطع


-استطعتُ تخطي الضياع و لكن الخوفَ من أيَّ خطوةٍ بإعادةِ الطريقِ الذي أحفظه لم أستطع


-استطعتُ تخطّي الغيرة و لكن الخوفُ على ما أملِكُ حالياً لم أستطع


-استطعتُ تخطي الخسارة و لكن الخوف مِن الجولاتِ القادمة لم أستطع


جعلني خوفي أفقدُ لذّة الانتصارات و أجهلُ محاسن الخسائر و المُتعِب أنّه يكبُر ، ينمو و مساحاتُ ذاتي لا تحتمل


أصبحَت بسببه ضحكة سائقِ الحافلة مخيفة، و نفاذُ شحنِ هاتف و تأخّر أمي بالرد على مكالماتي و امتحان الشهادة الثانوية و أولُ الأشياء و بداياتِ الطرق و اللون الأحمر و تجمّع الأشخاصِ في مكانٍ واحد و الرقمُ سبعة و كلّ التفاصيل كلّها أصبحَت مرعبة قادرةً على فتكي، تخطَّت مستوى الرَّهبة


حتّى الخطواتُ لم تسلم


فالخطوة التي أخطوها أشعرُ أنّها هاوية


و أغرقُ في هاويتي التي لا مخرجَ منها


أبحثُ عن حبلٍ أتمسّك به حتى أخرجُ من حيثُ دخلت


و هنا أيضاً يتشبّثَُ بي خوفي


ماذا لو أحدهم أحرقَ الحبل


-فأبتعِدُ قليلاً


ماذا لو أنَّ الحبلَ في الاتجاه الخطأ !


-أبتعدُ أكثر


ماذا او أنّها هاويةٌ أعمق


‐ أغرقُ في مكاني أكثرَ فأكثَر


علِقت !


في حالةِ الذُّعرِ الدائمِ علقِت


و لأنّه خوفي الذي لا يُفهَم و لا يُشرَح

أجَبت:

- أبشَع ما قد يمرُّ به المرءُ خوفه

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية