لأحدهم
بقلم: المبدعة أنوار زقلام
بعنوان: لأحدهم ..
لن أذكر اسمكَ بين ثنايا السطور، لكنك ستستشعره بين حروفها المبهمة، بينما أنتَ تطيلُ النظرَ بكلماتها ستلامسُ روحك؛ لترى كم تعمقتْ في تفاصيلٍ لم يدركَها من هم حولك يومًا، لأجدني أحتويك بكل الأوقات، أجدكَ مسكني وسكينتي، هدوئي الممزوج بالجنون، وعلى وتر القلب تعزف نغماتٍ مجهولة الهوية؛ لتنقش اسمك بصوتٍ خافتٍ بين طياتها، لتراني متعمقةً بتفاصيلك المدفونة، وبتلكَ الضحكة التي طوّقت وجداني بالفرح، جئتَ؛ لتكسر قاعدتي في هذه الحياة، وتستحوذ على جزءٍ مني؛ لتمتد جذورك بالعقل والروح معاً.
ما كنتُ لأميل ولكنني مِلْت، سلّمتُ لك واستسلمت، كنتَ إنساناً نادراً، يشارك الدرب، ويدخل القلب وينمو متورّقًا بخضرته، ويكبر موجّهاً الروح نحو الشمس، لتبدو براقةً كما لو زال عنها بؤس السنين، فمنذ لقياكَ تصالحتُ مع العالم، وعفوتُ عن الغائبين، وباتت الحياة تتراقص طربًا على خطوات المغادرين، ما عدتُ أبالي، فوجودكَ وحده كان كفيلاً بأن يملأ فراغ تلك السنين.
وها أنا اليوم أرغبك عاقلاً أو مجنونًا، كاملاً كنتَ أو ناقصًا، فَرِحًا غاضبًا ثائراً، أرغبكَ كما أنت ..
فالحب الواقعي يا عزيزي هو الحب الغير معلن عنه، الحب الذي لا يدركه سوى أطرافه، كما لو كانا في عالمين متوازيين، حبهما توّجهُ الصدق والكتمان.
أما أيقنتَ يا عزيزي أن الحب الطاهر هو ما تخفيه القلوب ولا تبوح به الأنفس؟ ليس بكثرة المعلنين ولا الحشود، إنما بقلبٍ يلتفُّ حولك ما أن تأتيه ملوّحًا صامتًا متكلمًا بتلك العيون، فهم يا عزيزي صدقني لا يعلمون.
يكفي أنك بتلك العيون وطنٌ ودار، زمْجَرَةٌ لحزني وإعصارٌ ثائرٌ بلا ثوّار، سطوري المخفيّة وسعادتي بين كلماتي المنمّقة، مكمّلي وأجمل ما جاءت به الأقدار، أتُراكَ تفهم هذا يا العزيز؟ أمَا عصفت كلماتي وتناثرت؟ أمَا لمست الروح وأوصلتْ ما خلف الستار؟ أتُراكَ ترى أو لا ترى؟ أتُراكَ عالمي أم صدفةً رَمَتْها لي الأقدار؟
فيمكن أن تتحدث العيون عن شيءٍ يختبئ في الفؤاد، فبعض الصدف تبقى شعوراً صادقاً يا أنت، يا جارَ الشعور، أتُراكَ قرأتَ اسمك الآن بين السطور ؟!
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية