فراشةُ الروح
بقلم: نور محمد الخالد مضيها
فراشةُ الروح
يقولون بأن العمر لايتكررُ مرتين، وهذه حقيقة لا مَهرب منها، كانت هي أيضاً كما العمر لا تتكرر مرتين إنها الشيء الوحيد الذي يضيء عتمة أيامي، هي من جعلتني أعلم معنى الأحلام، كانت مختلفةً تنيرُ كل شيء بطريقةٍ غريبة، طريقة لا أعلم كيفيَتها، طريقة تجعل الظُلمَ عدل، كيف ذلك ؟ صدقوني لا أعلم
بما أُشبهها يا ترى ؟
فراشةٌ شفافةٌ بعروق بيضاء تطير بأرجاء روحي المتعبة صُنعت من أمواج البحر الهائجة لتريح ماتبقى مني
فراشةٌ سماويةٌ بعروق رمادية صُنعت من السماء ، الفضاء يسكُنها وهي تسكنُ عقلي لتجعل منه مجرة مليئة بالكواكب والنجوم الحائرة
فراشةٌ زرقاءٌ بعروق حمراء صُنعت من قطرات الندى الذي قد غفى على ورق الورد الأحمر المُخملي غفت في دمع عيني المالح لتدفعُني إلى البُكاء حال فراقها
فراشةٌ خضراء بعروق باللون ذاته صنعت من نبات الحبق الممتد على شُرفتي، سكنت شراييني؛ لتُنعشها كل صباح لتبعد دخان سجائري عنها فهي لا تحبه
فراشةٌ بيضاء بعروق ترابية اللون صُنعت من الثلج الذي يسكُن في قمم جبال مدينتي تجعلني أثق بنفسي فـ بوجودها عرفت من أكون وإلى أين أستطيع الوصول
فراشةٌ سوداء بعروق أشد سواداً صُنعت من دمع عينيها الأسود عندما عنها ابتعدت
فراشةٌ ملونة كألوان طيف السماء حتى أني ظننت بأن هذا الطيف الجميل تحول إلى فراشةٍ صغيرة أراها عندما أحزن فبمجرد النظر إليها يختفي حزني وتُزرعُ الابتسامة على وجهي المُتعب دون أن أشعر حتى ....
إنها عبارة عن كوم فراشات مختلفة الأشكال والألوان جميلة في كل وقت، فاتنة عند كل لحظة، حاضرة في كل دقيقة، ساكنة في القلب لا تغيب عن البال، وجودها يجعلُ أيامي كُلها ربيع مزهر مليءٌ بالألوان التي لم أرها في عالمي الرمادي
نعم إنها فراشتي ومن مِثلُها
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية