2021/06/24

خصلة




بقلم: رهام يوسف معلّا


خصلة


في ليلةٍ حالكةِ السواد، كانَ كلُّ شيءٍ مخيفاً فيها


أمطارٌ غزيرةٌ تنهمرُ أرضاً، برقٌ و رعدٌ شديدين،


كانت لِوَحدِها من فقرِ حظِّها، كانت ليلةً موحشةً بكلِّ تفاصيلها، السّاعة الواحدةُ والنّصف بعد منتصفَ اللّيل


هناكَ أحدٌ قادمٌ بخطواتٍ حَذِرة، الكهرباءُ منقطعةٌ، وصوتُ قطراتِ صنبورِ المياهِ في الخارج،


فُتِحَ البابُ و إذْ بحيوانٍ يُهاجِمُها واضعاً يدهُ على فَمِها يُمزِّقها إرباً إرباً


جسدها يتآكل و دموعها تنهمرُ كالمطرِ في الخارج فقد سُلِبَ منها أغلى ما تملك


الفاجعةُ أنَّ من اغتصبَ كيانها وجسدها وأطفأَ الحياةَ في عينيها لم يكن حيواناً بالمعنى الحرفيّ، لقد كانَ من البشر و لكن أليسَ حراماً أن ينتمي إلينا ذاك الأرعن؟ أليسَ من المُخجلِ أن نرى إنساناً يقومُ بما لا ترضى الحيواناتُ حتى أن تفعلهُ؟


ثيابُها على الأرض، إِنّها تنزف! تنزفُ دماً و ألماً، تنزفُ عطرَ عذراء اغتُصِبَت بلا ذنبْ كما اغتصبَ الواقعُ أحلامنا


جسدها مرميٌّ على السّريرِ بعدَ أن أشبعَ غريزتهُ الحيوانيّة ورَحَل، عيناها تمطرانْ، حتى شعرُها تساقط ولم يبقَ لديها سِوى (خصلة)...

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية