كُلّ الآلام
راما النعيمات
كُلّ الآلام التي نستطيع التعبير عنها ، توقّفت عن كونها آلامًا ، ما لا نستطيع شرحهُ هو ما يصنّف تحت قائمة الآلام - العميقة - .
وهو ما قد توطّنَ فينا وأصبح جزءًا منّا ..
مصحوبًا بإدراكٍ تتّضحُ معالمُهُ بمرور الوقت حتى تتكشّفُ لنا أمورٌ حاولنا رؤيتها بضباب، تمزيق أوراقها، المرور بجانبها دونَ التفات، وضعها بحقائب قديمة..
بجيوب ملابس الطفولة..
أسفل السرير ..
بالقصائد والنّصوص ..
لكنّها
تخرجُ من مخابئها وتغطّينا
تقوم بملء الزوايا والسماء بغيومها ومطرها والشّجر والأماكن ، الأماكن ..
أمورٌ كانت لنا بتفاصيلها كلّ الحياة، لا جرأةٌ تكفي للتفكير بإخفائها ..
إنها توضع في العيون والقلوب بالأنفس وبالأرواح ، وأعمق .
إنها ما كنا نعيشُ به ، إنها الماء والهواء ، لا تُخفى ، إنما هكذا تعيشُ بداخلنا ، ملفوفةٌ بالإدراك، ملقّنةٌ على التعايش .
هُنالك مقولةٌ آمنتُ بها عندما كان ضياعُ - دفترٍ مفضلٍّ - يعتبرُ ألم ، وهي " من داسَ ألمهُ علا " .
لكنّ بعدما ، رأينا كيف تهون كل الآلام الصغيرة أمام ألم الفقد ، حوّلت المقولة ل " من تعايشَ مع ألمه علا " .
والفرقُ فرقَ السّماءِ عن الأرض ، بين الدَّوس ، والتعايش .
الدّوس يحمل هروب وإكراهٌ للنَفس لتجنّب الألم والتعايشُ يحمل الإدراك ..
بأن ما حدث .. قد حدَث .
ثمَّ عُلوّ .
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية