الأمل
أميرة محمد برغوث
الأمل
قلبُ الإنسانِ وحياتهُ محطةُ قطار، نجلسُ على مقاعدِ الانتظارِ و نرى العديدَ من الأشخاصِ يسيرونَ وكلٌّ لهُ وجهتُه الخاصة و لا نعلمُ كلٌّ منهم أين ستكونُ وجْهَتُه نحو السعادة أم التعاسة، قد يقودنا قطارّ دربَه كالبستانِ جميلٍ أَخّاذ مليء بالآمالِ و الأحلامِ، مليء بالفرحِ و الغبطةِ و ثغْرُنا باسمٌ بشٌّ، و قد يقودنا إلى دربٍ قاحلٍ كالصحراءِ الصفراءِ ماحلةٍ ممحلةٍ لا حياة به ولا دنيا، دربٌ مليءٌ بالأشواكِ يعمُ به الاسودادَ خاو قَفَر يرفدُ بنا إلى أمكنةٍ مهجورةٍ متروكةٍ كالقبورِ مظلمةٍ بها النهاية.
الحياةُ يومٌ أبيضٌ و يومٌ أسودٌ، و كحلو المذاقِ و مرّه، قد تجعلُ القلبُ ينبضُ بشعورِ زُلالٍ هنيءٍ و قد ينبضُ بشعورٍ آجِنٍ خَمٍ دَفر، الحياةُ نقيضٌ كالصيفِ و الشتاءِ و منْتَصفِهما ربيعُ وردّ أو خريفٌ شجرٌ، العيشةُ مقرٌ و مُسْتَقَرٌ و أمكنةّ منها الحارةُ الكاويةُ للكبدِ و منها الماطرةُ بالعشقِ و الغرامِ.
التفاؤلُ كضوءٍ ساطعٍ في غرفةٍ معتمةٍ و كشمعة الإيمان التي لا تَنْطَفىء، التفاؤلُ كالماءِ والضوءِ اللذين يمُدا النباتَ بالحياةِ، يستطيعُ الإنسانُ أن يحيا بلا بصر و نظر و لكنه لا يحيا بلا أمنية و بغية.
لا يمكنُ للقلبِ أنّ يعيشَ بلا يقين لأنّه سيموت و يصبح دفينًا مخبوءًا، دون الأملُ و البسمةُ سيصبح الحوفَ كالزهرِ المصطنعِ بلا رائحة ولا رحيق، دون الإيمان سيكون القلبُ وحشًا قطيعًا لا يرحم سيهون له و لن يرقَ و لن يرأفَ....
مهما بلغَتْ المآتمُ و الآلامُ حتى وإنّ استقرَ الوجمُ بالفؤادِ و إنّ فاقت الهمومُ التَجَلُّد و الإطاقة علينا بمقارعةِ الظروفِ و بالتأكيد سنتجاوز، الحياةُ دربٌ طويلٌ و باليقينِ سنسيرُ و نجتازُ كلَّ شعور قبيح، عندما نسقطُ و نصرخُ بالآلامِ سنرددُ دومًا يا الله، فاسم الله دواءٌ للقروحِ و نجاةٌ من التروحِ، سنرددُ دومًا: نحن أهلٌ لها، نحن نستطيعُ، الإرادةُ تصنعُ المستحيلَ و سبيلٌ للنجاةِ من كل مأزق أليم.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية