الفايروس المدعو كورونا

مجيئك كَمُعجِزةٍ كانَ الداءَ والدواء، اذهب واتركنا نمضي في حياتِنا بِسلامٍ وصفاء... 

الفايروس المدعو كورونا 

عَزيزي الفايروس الصغير 

سَيطولُ حديثي معكَ الليلة، سَتجلِسُ مُرغمًا مُنصِتًا. 

في حُضورك: 

أُغلِقت المَطارات ولم تَعُد تُقلِعُ الطائِرات وباتَ لِقاءُ الأَحِبّةِ مِن سابِعِ المُستحيلات وأُجِّلت جميعُ المُخطَطات! 

خُفِّضت الأجور، وزادت أسعارُ القبور، وأصبحَ الغنيُّ كالفقير! 

ارتفعت السلع وأصبحت المحالُّ بلا بضائِع، 

نَفذَ الطَحين أمّا دَوْرُ المخبزِ فَمِن طولهِ لا يُرى بالعين! 

البلادُ في استياء، والصغيرُ كَالكبيرِ في عناء، حياتُنا صَعبَةً من شَقاءٍ لِشَقاء! 

أطفالُنا ضائِعون بِلا دراسة أو تدريس جُلًّ أوقاتِهم فوقَ السَرير يقضونها مِن مَقطعٍ لِمقطعٍ على (الفيس)! 

رَجُلُ البيتِ بِلا وظيفة في قلقٍ دائمٍ كيفَ سيؤَمِّنُ لُقمَةَ رَغيفِه! 

النومُ صارَ في النهار والليلُ مِن شِدَّةِ ضوئِهِ يُوقِظُنا للأَسحار! 

الخُروجُ والدخولُ في قانون والبيوتُ أصبحت كَالسجون! 

نرتدي الكِمامَةَ الزرقاء والقُفازاتُ معها باستياء! 

نذهَب صباح كُلَّ يومٍ متسائِلين: هل سنبقى في الوظيفة أم أننا سنجلس حُفاةَ القدمين ونقلبُ اليدين بلا عملٍ ولا أملٍ ويتراكمُ علينا الدَيْن؟! 

تَلاشت أَفراحٌ كثيرة، وزُفَّت العرائِسَ بِأَبيضٍ وبعضٍ مِنَ الصور بِحفلةٍ صغيرة، بِلا أحبابٍ ولا أصحاب، ولا حلوى لذيذة! 

لُفت الجنائِزُ بالأسود، فلم يودِّع الفاقِدُ فَقيده، ولم يجد من يربِتُ على كَتِفِه وَيُكَفكِف دُموعَه! 

عزيزي الفايروس الصغيرُ في حجمِه مفعولكَ كانَ فتّاكًا في العالمِ بِأسرِه! 

انتشرَ بينَ الناسِ الخوفُ والسِقام، تراكمت القوائِمُ لوقتٍ غير معلوم، ذَهبتِ الوعودُ سُدىً، وأصبحت مواقِعُ التواصل الاجتماعيِّ ملاذًا، لسنا على ما يُرام. 

لكن هل تعلم عزيزي الفايروس؟ 

مجيئك كَمُعجِزةٍ كانَ الداءَ والدواء 

باتت تُشِّعُ مِنَ المنازِلِ أنوارٌ وأَضواء 

التمَّ شَملُ العائِلةِ على الفطورِ والغداء 

يتسامَرونَ ويضحَكونَ بِسعادةٍ وهناء 

وحَلَّقتِ الطائِراتُ الورقية في السماء 

برزتِ المواهِبُ وازدادَ عَدَدُ القراء 

وأصبحَ الهواءُ نقيًا بلا ضوضاء 

اذهب واتركنا نمضي في حياتِنا بِسلامٍ وصفاء... 

اعداد وكتابة: شيماء شقبوعة 

✍️ ش.~ش.