فقر الدم.. نقص الحديد

أنيميا نقص الحديد"“فقر الدم

هل شعرت يوما بالدوار؟ ,أو هل عانيت من الدوخة لفترة من الزمن؟ , هل لاحظت شحوب أو اصفرار في وجهك أو هل تتكسر أظافرك بسهولة ؟ , إذا كنت تعاني من احد هذه الأعراض , إذن سأخبرك عزيزي بأنك قد تعاني من أحد أنواع فقر الدم . وهو فقر الدم بنقص الحديد 

يطلق على هذا المرض في اللغة العربية اسم " فقر الدم" وبالإغريقية اسم " أنيميا " وهذا المعنى يدل على نقصان أحد العناصر الأساسية في الجسم أو نقصان في تركيز بروتين الدم , مما يعود على الجسم بالتعب والإرهاق والضرر ويصنف مرض فقر الدم بناء على العنصر المفقود فمثلا إن كان نقصان في تركيز الحديد يسمى أنيميا نقص الحديد , وسنركز في هذا المقال على هذا النوع من فقر الدم لأنه الأكثر شيوعا بين كافة فئات المجتمع " الأطفال – البالغين –النساء الحوامل –كبار السن " 

يعتبر عنصر الحديد من أهم العناصر الموجودة في الجسم إذ يدخل في تركيب الهيموجلوبين وهو "بروتين الدم " المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى كافة أجزاء الجسم ,وبالمقابل تخليص الجسم من ثاني أكسيد الكربون . يشكل الهيموجلوبين ما نسبته 75% من مكونات كريات الدم الحمراء ويتكون كل جزيء من أربع ذرات من الحديد قادرة على الارتباط بأربع ذرات من الأكسجين مما يزيد من كفاءة هذه الخلايا وأهميتها في تبادل الغازات بين الدم والرئتين . إذن يعد الحديد من أهم مكونات كريات الدم الحمراء وعند نقصانه في الجسم يؤدي إلى نقصان تركيز الهيموجلوبين ونقصان حجم كريات الدم الحمراء بالتالي التقليل من كفاءتها ووظيفتها في تبادل الغازات . ويعتبر الحديد من أهم العناصر المسؤولة عن الحفاظ على مناعة الجسم ويعد أيضا من العناصر الأساسية المسؤولة والتي تؤثر عند نقصانها على مهارات وقدرات الأطفال الدراسية 

ويعتبر الغذاء من أهم المصادر الرئيسية للحديد حيث يتواجد في المصادر الحيوانية والنباتية ومن الأطعمة الغنية بالحديد ما يأتي :- اللحوم الحمراء , صفار البيض , الكبدة , المأكولات البحرية مثل المحار , البقوليات مثل الفول والفاصولياء والحمص والعدس وتشتهر البقوليات باحتوائها ايضا على العديد من العناصر الأخرى مثل النحاس والمنغنيز وبعض الفيتامينات ,ويعتبر السبانخ أيضا من أغنى المصادر النباتية بالحديد .ويعتبر فيتامين ج من أهم الفيتامينات التي تساعد على امتصاص الحديد في الأمعاء الدقيقة لذا ينصح بتناول احد مصادره للحصول على الجرعة اليومية الكافية من الحديد . ويلجأ بعض المرضى إلى استخدام المكملات الغذائية الخاصة بالحديد والتي تكون عادة مشتركة مع عناصر أخرى مثل الزنك أو استخدام الإبر في الوريد في حالة النقص الشديد 

ولعل الأسباب الأساسية لنقص الحديد هي التغذية غير الجيدة خاصة في الأشخاص النباتين ,و الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية , والأطفال الرضع الذين يعتمدون على حليب الأم بعد سن ستة أشهر , وأحيانا تكون التغذية جيدة ولكن بعض الأشخاص يعانون من سوء امتصاص الحديد وذلك يعود لعدة أمراض أو مشاكل في الأمعاء , واحد الأسباب المهمة لنقص الحديد هي فقدانه من الجسم اما نتيجة النزيف المستمر أو إصابة الأمعاء ببعض أنواع من الطفيليات 

يمكن الاستدلال على أنيميا نقص الحديد من الأعراض السريرية التي ترافقه حيث يلاحظ الطبيب اصفرار في الجلد وشحوب في الوجه ., و تقعر في الأظافر وسهولة تكسرها , ويعاني المريض من ضيق التنفس نتيجة عدم حصوله على الكمية الكافية من الأكسجين ,و خفقان في القلب وزيادة عدد ضرباته ,و الشعور بالدوار والدوخة , التعب والإرهاق عند القيام بالأعمال الاعتيادية ,الشعور ببرودة في الأطراف في مختلف الأوقات 

ويعتمد الأطباء عادة على الفحوصات الطبية والتي تتمثل بفحص الدم الشامل للاطمئنان على تركيز الهيموجلوبين وعدد كريات الدم الحمراء , وأيضا قياس مستوى الحديد في الدم ومخزون الحديد .وقد يلجأ بعضهم إلى الاعتماد على فيلم الدم وذلك بملاحظة صغر حجم كرية الدم الحمراء ونقصان تركيز الهيموجلوبين فيها .للتأكيد على أن المريض يعاني من فقر الدم بنقص الحديد وليست اي أمراض أخرى 

أعزائي هكذا نكون قد تطرقنا إلى موضوع فقر الدم بنقص الحديد لأهميته ولاهتمام الدولة به للوقاية منه والتقليل من الإصابة به خاصة عند الأطفال والنساء الحوامل نتيجة زيادة الاحتياج له , وذلك بإجراء الفحوصات الدورية كل ستة أشهر على الأقل 

اعداد وكتابة: سوسن ابو نجم