2021/02/11

سوسيولوجيا الفن المسرحي








دراسة تحليلية للمسرح لدى "الأخوين رحباني" كنموذج في الفترة الزمنية من (1970-1975)


يعكس حقل علم اجتماع الفن اهتمامات الباحثين فيما يتعلق بالمعرفة والنتاجات الفنية ضمن أطرها الاجتماعية والإنسانية الخاصة، في محاولة لتحليل العلاقة المشتركة بين الواقع الاجتماعي وبين الظواهر أو الإبداعات الفنية التي تظهر في فترة زمنية معينة، باستخدام المعرفة السوسيولوجية

مما لا شك فيه أن مثل هذا التوجه في الدراسات لا يهدف إلى الوصول إلى استنتاجات نهائية فيما يتعلق بعلاقة الفن بالمجتمع، إذ من المتعذر تطبيق الأساليب المتبعة في الدراسات الإمبريقية في قياس هذه العلاقة لا سيما إذا تناولت الدراسة ظاهرة فنية بمرحلة سابقة على زمن الدراسة، ولذا فإن ما تهدف إليه مثل هذه الدراسات هو محاولة تفهم هذه العلاقة وتفسيرها ضمن الواقع الذي ظهرت فيه التجربة الفنية، كناتج لهذا الواقع وباعتبارها وسيلة معرفية قد تصف هذا الواقع أو تتنبأ بما تؤول إله أحداثه أو تفسره بصورة مختلفة. لكن ومع التسليم بأنه ليس باستطاعة ظاهرة فنية محددة أن تعبر عن كل ما في الواقع، وبأن الفنون ليست جميعها على تماس مع قضاياه، إلا أنه بالإمكان دراسة أكثرها بعداً عن الواقع الاجتماعي كمحاولة لتفسير حيادية الفنون تجاه قضايا الواقع ضمن الواقع الذي قد يفرزها

أما تجربة الأخوين رحباني "عاصي" و "منصور" في المسرح الغنائي فقد كانت من التجارب ذات العلاقة الوثيقة بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، ولذا اتخذت هذه الدراسة في مجال سوسيولوجيا الفن المسرحي من هذه الظاهرة في الفترة (1970-1975) نموذجاً لتحليل علاقة ما احتوته مضامين المسرحيات "عينة الدراسة" بالواقع الاجتماعي في المجتمع اللبناني آنذاك. وحيث كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية تنذر بحدوث أزمات كان أهمها فيما يتعلق بالمجتمع اللبناني من الداخل "الحرب الأهلية" 13/ نيسان/ 1975

وقد تناولت هذه الدراسة أكثر القضايا ظهوراً في المسرحيات لتحليل علاقتها بالمجتمع، ولذا فقد عالجت مشكلة عجز النظام السياسي عن إشباع حاجات الشعب كما صورت في المسرحيات الخمس، كما تطرقت الدراسة لبحث الصورة التي أبرز فها الرحبانيان ممثلي الصفوة الحاكمة في المسرحيات، ثم تعرضت لمناقشة بعض المشكلات الاجتماعية المتمثلة بسلوكيات الانحراف أو الانسحاب على مستوى الفرد والجماعة كما أظهرتها المسرحيات، وباعتبارها ناتجة عن المشكلات الخاصة بمساوئ النظام السياسي، أيضاً تناولت الدراسة مشكلة الانقسام في المجتمع اللبناني، أما الجزء الأخير من الدراسة فقد تعرضت فيه الدراسة لوسائل وأساليب حل المشكلات والتعامل معها على مستوى تطور الحدث الدرامي وعلى مستوى الطرح الفني لدى الأخوين رحباني

يعد حقل علم اجتماع الفن أحد الحقول التي تفتقر إلى الدراسات المتخصصة فيه، وتكاد معظم الدراسات التي تقترب من هذا الحقل تتركز في مجالات علم اجتماع الأدب أو الآداب والفنون عموماً

فعلى الرغم من وجود إسهامات عديدة تختص ببحث علاقة الفن بالمجتمع إلا أنها لم تتجاوز الجانب التنظيري، ولم تمهد واقعياً إلى منهجية علمية واضحة ومحددة في تناول العمل الفني في حقل علم الاجتماع ولذا جاءت هذه الدراسة بمثابة محاولة لتقديم إسهام في هذا الجانب مع التأكيد على أهمية الدراسات التي تحاول تفسير علاقة الواقع الاجتماعي بالجانب الثقافي والمعرفي، الذي يعد الفن أحد روافده الأكثر مساساً بفكر ووجدان وتطلعات المجتمعات

إن أهمية مثل هذه الدراسات تأتي من كونها أحد الأساليب المساندة لأساليب البحث الأخرى لموضوعات علم الاجتماع، والتي تهدف إلى تفهم وتحليل الواقع الاجتماعي بالاستناد إلى المعطيات الفنية والثقافية


يمكن إيضاح مبررات تناول هذه الدراسة بالنقاط التالية:


1- إذا كانت ندرة مثل هذه الدراسات مع التأكيد على أهميتها تشكل دافعاً لتناولها فإن تجربة "الأخوين رحباني" في المسرح الغنائي في الفترة من 1970-1975 قد تكون من أنسب الموضوعات الفنية المسرحية لبحثها ضمن الواقع الاجتماعي للمجتمع اللبناني آنذاك. بمعنى محاولة تسليط الضوء على التجربة الفنية في ظل واقع سياسي واجتماعي مضطرب. قد يعطي الباحث مبررات أو معطيات تساعده في تجاوز النواحي الجمالية للعمل الفني نحو القضايا التي تحاول التجربة الجمالية تصويرها

2- على الرغم من تعذر قياس أثر الفن أو المسرح الرحباني المباشر في الواقع الاجتماعي إلا أن تحليل مثل هذه الأعمال وتناولها للدراسة قد يسهم في تفهم أعمق لدور الفن في الواقع الاجتماعي وأثر الواقع الاجتماعي على الفن

3- إن نواتج الفكر الإنساني في الجانب الأدبي أو الفني لم تكن يوماً حكراً على مجتمع دون آخر، ولذا فإن التطلعات الإنسانية التي يحاول العمل الفني أو الأدبي التعبير عنها تكاد تكون معبرة عن علاقة الإنسان عموماً بواقعه الاجتماعي. وهذا يشكل مبرراً لتناول تجربة "الأخوين رحباني" للدراسة، هذا بالإضافة إلى أن الهموم والقضايا التي حاول الرحبانيان طرحها على تماس مع هموم وقضايا الإنسان عموماً. في ظروف مشابهة


تتناول هذه الدراسة إسهامات "الأخوين رحباني" في مجال الفن المسرحي بهدف التعرف على علاقة الفن المسرحي بالواقع الاجتماعي. وللتعرف على دور الواقع في إبراز الظاهرة الفنية والصورة التي تظهر من خلالها. ولذا سوف يكون لمشكلة الدراسة علاقة مباشرة بتحليل النص المسرحي. لمحاولة تفهم صورة الواقع الاجتماعي كما ظهرت في المسرحيات "موضوع الدراسة"


1- ما هي صورة الواقع الاجتماعي المتعلق بالنظام السياسي الذي حاول الرحبانيان إبرازها؟

2- كيف حاول الرحبانيان إظهار صورة الصفوة الحاكمة في المجتمع اللبناني؟

3- ما هي أكثر المشكلات الاجتماعية التي ركز عليها "الأخوين رحباني" وأظهراها في المسرحيات ومنها:


أ- كيف فسر الرحبانيان حالات الانحراف التي مثلت في المسرحيات كالسرقة والغش وغيرهما.

ب- إلى ماذا أرجعا اتجاه الشخص للانحراف ضمن الأطر الخاصة بنمط الشخصية؟

ج- كيف عالج الرحبانيان مشكلة الانقسام في المجتمع اللبناني في مسرحية "ميس الريم"؟

د- ما هي المقترحات التي قدمها المسرح الرحباني للمشكلات الاجتماعية والسياسية على مستويين:


* الحدث الدرامي وما يطرحه من حلول خلال تطور الأحداث

* الطرح الفني الذي قدم في نهاية كل مسرحية


تهدف هذه الدراسة إلى:

1- التعرف على صورة الواقع الاجتماعي المتعلق بالنظام السياسي كما ظهرت في مسرحيات الدراسة

2- التعرف على صورة الصفوة الحاكمة كما أظهرتها المسرحيات

3- الكشف عن المشكلات الاجتماعية التي أظهرها الرحبانيان في المسرحيات وكيفية تفسيرها في العمل الفني استناداً إلى الواقع الاجتماعي التي ظهرت فيه

4- التعرف على التفسير الفني كما قدم في مسرحية ميس الريم لظاهرة الانقسام في المجتمع اللبناني

5- التعرف على المقترحات الخاصة بحلول المشكلات على مستوى الحدث الدرامي وعلى مستوى الطرح الفني وعلاقة توجهات الحلول بأنماط الشخصيات التي ظهرت في المسرحيات


الدراسات السابقة

1- تنوعت الدراسات التي تناولت أعمال "الأخوين رحباني" واختلفت منظوراتها وتعد دراسة جان الكسان، "الرحبانيون وفيروز" أحد الإسهامات التي تؤرخ للفن الرحباني منذ نشأته في نهايات النصف الأول من القرن الماضي. ويتضمن أهم محطات المسيرة الرحبانية في مجالات الغناء والمسرح. وكيف تمكنت هذه التجربة أن تشق طريقها في الزحام الفني الذي تزامن مع نشأتها في مصر ولبنان. بأسلوب لم تألفه الأذن العربية. كذلك تطرقت الدراسة إلى اتجاه "الرحبانيين" إلى تحديث التراث اللبناني والعربي من خلال الاستكشات والأغاني الشعبية الراقصة التي قدماها بصوت "فيروز" كما عرض المؤلف أيضاً أهم المسرحيات التي قدمها الرحبانيون خلال مسيرتهم الفنية. وقد اختتم المؤلف بعرض آراء لشخصيات ثقافية وإعلامية في المسيرة الرحبانية

2- دراسة قام بها الدكتور "الطاهر لبيب" بعنوان "سوسيولوجيا الشعر العربي" وتعد هذه الدراسة من أهم الإسهامات في مجال علم اجتماع الأدب. وقد استوحى الطاهر لبيب عمله هذا من بعض الأبحاث التي أجريت في مجال علم اجتماع الأدب وبالأخص دراسات غولدمان (Goldman). أما رؤيته الخاصة والتي أملت عليه المنهج والأسلوب اللذين عالج بهما الموضوع فتتلخص في أنه تناول الشعر العذري في إطار بنية لغوية شعرية وعقلية. وعن طريق تحليل الأثر من الداخل أو كما عبر عنه (يجب أن لا نسأل الشاعر عن شعره، بل نسأل شعره عنه) وقد مهد للموضوع بفصلين يتناول في الأول موضوع علاقة اللغة بالجنس في المجتمع العربي قديماً. أما الفصل الثاني فقد طرح فيه قصة "يوسف" كما وردت في القرآن الكريم للدلالة على استمرارية بعض المفاهيم السابقة للإسلام في المجتمع العربي بفضل اللغة والتي تعكس ثقافة المجتمع الخاصة فيما يتعلق بمفهومي "ذكورة- أنوثة" مرتكزاً على تحليل البنية اللغوية وما ترمي إليه من دلالات وما تشكله من اتجاهات ضمن ثقافة المجتمع السائدة

أما "بنو عذرة" كنموذج اعتمده الباحث في تحليله لسوسيولوجية الشعر العربي فقد انتهى فيه إلى جملة من الأسباب والعوامل الاجتماعية والاقتصادية أدت إلى ظهور هذا النوع من الشعر. إضافة إلى العوامل الجغرافية الخاصة بالمنطقة التي أقام فيها بنو عذرة، وقد استبعد أن يكون العامل الديني سبباً في ظهور هذا النوع من الشعر

إذ أن الدين قد دعا إلى تنظيم الحاجة الجنسية وليس إلى كبتها أو قهرها وقد ربط الطاهر لبيب بين حالة فقدان ثلاثية "الثروة والسلطة والجاه" لدى بني عذرة نتيجة بعدهم عن المراكز التجارية آنذاك، وبين حالة ممارسة القهر على الذات في موضوع العشق والتي قد تؤدي بهم إلى الموت مع الإصرار على حالة التمنع عن تطوير العلاقة العاطفية إلى علاقة جنسية، ويمكن تفهم ما خلص إليه الباحث بأن ظاهرة الشعر العذري كانت أشبه بحالة التسامي أو الإعلاء لكن على مستوى الجماعة عن المرغوب فيه وهو الثروة والسلطة والجاه ومن ثم تحويل هذا التسامي إلى مرغوب فيه آخر وهو المرأة للرجل أو الرجل للمرأة

3- دراسة قام بها الدكتور "كمال الدين حسين" بعنوان "المسرح والتغير الاجتماعي في مصر" وقد تناول فها النصوص المسرحية المكتوبة في الفترة من 1952-1970، وقد استند إلى مسرح "نعمان عاشور" و"نجيب سرور" كنموذجين لدراسته

وقد هدف الباحث من دراسته إلى التعرف على أثر التغيرات الاجتماعية والتوترات السياسية في المجتمع المصري آنذاك على فن المسرح وتطويره من جهة ومن جهة أخرى هدف إلى التعرف على مدى تفاعل هذين النموذجين من أحداث ومقومات الثورة (1952)، وفيما إذا كان ما يقدمانه في خدمة منطلقات الثورة. ويربط الباحث انطلاقاً من أيديولوجيته الخاصة بين ميلاد الوعي الشعبي بين أبناء الطبقات الدنيا من الشعب في الفترة الواقعة بين 1919-1952 وبين ظهور حركة مسرحية واعية تمثلت بهذين النموذجين

ويعرض الباحث نصوص مسرحيات نجيب سرور "ياسين وبهية" و "منين "أجيب ناس" وغيرهما ليخلص إلى نتيجة مفادها أن أعمال نجيب سرور جاءت لتسجل هموم أبناء الطبقة الدنيا لأن الكاتب أراد إقرار حتمية الثورة من جهة، وتحذير كل من تسول له نفسه محاولة استعباد هذا الشعب

أما نموذج "نعمان عاشور" فيتطرق إليه من خلال مسرحية "المغناطيس" التي جاءت لتنقد واقع المدينة حيث الرأسمالية الجشعة التي تستغل الضعفاء، ويؤكد الباحث أن المسرحية تشخص آفات هذا العهد والاستغلال والطبقية

وفي فترة أخرى، ممتدة من 1967-1970 أي بعد تحقيق لثورة الاشتراكية، يعرض الباحث نموذج مسرحية "بلاد بره" لنعمان عاشور التي كتبها قبيل النكسة. ويرى الباحث أن الكاتب قد قدم هذه المسرحية للإشارة إلى خطر جديد يهدد المجتمع، خطر يهدد الثورة التي حققها الشعب

4- دراسة قام بها الباحث أحمد زياد محبك بعنوان "التاريخ والتأليف المسرحي في سورية ومصر (1945-1975) وقد اختار الباحث كل من سورية ومصر نظراً لما بينهما من تشابه من وجهة نظره. وتهدف الدارسة إلى معرفة ارتباط المسرحيات بالتاريخ، كاعتماد المسرحية على شخصية أو حدث تاريخي. وقد قسم الباحث موضوعات دراسته من 1945-1967 إلى عدد من العناوين كان أولها ضعف الحكم وسقوط الملك. وقد اتخذ مسرحية ميسلون عام (1946) نموذجاً لبحث علاقة التاريخ بالنص المسرحي، وقد خلص إلى أن المسرحية تتناول موضوعاً يرجع إلى عام 1920 ويعرض تتويج الملك فيصل في سوريا وما تعرض له من تهديدات خارجية. ويرى الباحث أنه لا توجد علاقة ذات دلالة بين موضوع المسرحية والفترة التي ظهرت فيها، وكأنها جاءت لتذكر بعهد الاستعمار إبان الاستقلال

أما متغير طموح الحاكم وبناء الدولة ويستند الباحث فيه إلى مسرحية "صقر قريش" التي تقدم مثلاً للحاكم الفذ الذي تكون غاياته في تحقيق المصلحة العامة وتحقيق انتصارات على الأعداء بشخصية عبد الرحمن الداخل". وقد ظهرت هذه المسرحية عام 1956 للكاتب "محمود تيمور". ويستنتج الباحث أن توظيف التاريخ في هذه المرحلة (أي بعد الثورة) وبالصورة التي كانت عليها في المسرحية كان على علاقة مباشرة بطبيعة الأحداث في المرحلة التي ظهرت فيها

حيث كان العمل على بناء الدولة بناءاً جديداً في مصر. وإنهاء اختلاف الأحزاب والتصدي للعدو الصهيوني

غير أن الباحث في دراسته لموضوع الحاكم ونظام الحكم كما ظهر في المسرحيات يورد عدة نتائج يرى من خلالها أن تلك المسرحيات قد عمدت إلى تمجيد التاريخ. كما تعمدت تمجيد الفرد الواحد. من خلال تركيزها على مكانة الفرد من خلال كونه حاكماً أو ربيب حاكم أو زعيماً دينياً، ومقدرته على قمع مشاعر الآخرين أو تأجيلها أو توجيهها أيضاً لجأت هذه المسرحيات إلى تجميل ما في الحكام من نقائص كما أنها جميعها قد عمدت إلى تنزيه التاريخ ورموزه بمنأى عن الواقع

ثم يعرض الباحث لنمط آخر من المسرحيات التي ظهرت في الستينات اتجه كتابها إلى تقديم تفسير جديد للتاريخ أو تحميله معان أخرى غير تلك المتعارف عليها لدى العامة مثل مسرحية "سلمان الحلبي" عام 1965 لمؤلفها الفريد فرج و "مأساة الحلاج" 1966 لمؤلفها الشاعر صلاح عبد الصبور. ومن الجدير ذكره أن الباحث لم يتجه في دراسته لتقديم تحليلات للتوجهات التي أوردها في توظيف التاريخ بالفن المسرحي


تعقيب على الدراسات السابقة

من الملاحظ أن أياً من الدراسات السابقة لم تقدم كإسهام في حقل علم اجتماع الفن

أما الدراسة المتخصصة في علم اجتماع الأدب متمثلة بدراسة الدكتور "الطاهر لبيب" فهو بسبب التشابه بين حقلي علم اجتماع الأدب وعلم اجتماع الفن. في كونهما يرتكزان إلى الجانب المعرفي في التحليل السوسيولوجي للظاهرة. إلا أن موضوع الدراسة قد لا يخدم موضوع دراستي وكذلك النتائج التي توصل إليها الباحث نظراً لاختلاف منهجية البحث والموضوع لكلا الدراستين

وقد قدمت دراسة الدكتور كمال الدين حسين حول المسرح والتغير الاجتماعي في مصر تحليلاً لعلاقة المسرح بالواقع الاجتماعي في مصر في الفترة 1952-1970 باستناده إلى نموذجين، غير أن هنالك مبررات عديدة لعدم اعتمادها في تحليل مسرحيات "الرحبانيين" منها أن الباحث لم يقدم جديداً في تفسيره للظاهرة الفنية وعلاقتها بالمجتمع. ولذا جاءت دراسته كإضافة تدعم وجهة نظره الخاصة في اتجاهاته السياسية ومدى تطابق النموذجين معها- ومن جانب آخر ونظراً لانتمائه أكاديمياً إلى الفن المسرحي فقد ركز في دراسته على أثر الأوضاع الاجتماعية على موضوعات المسرح. هذا بالإضافة إلى كونه افترض مسبقاً حصر أثر الكاتب المسرحي في تصويره للواقع

أما دراسة التاريخ والتأليف المسرحي في سوريا، للباحث أحمد زياد محبك فهي تبحث علاقة المسرح بالتاريخ بمعنى كيف استخدم كتاب المسرح معطيات التاريخ في مسرحياتهم وقد اتجه الباحث لنقد هذا التوظيف غير أنه لم يعمد إلى تفسيرها من منظور أبعد يعتمد فيه على التحليل السوسيولوجي لهذه الظاهرة ضمن الواقع الذي ظهرت فيه المسرحيات مكتفياً بإيضاح الصورة التي ظهر فيها التاريخ في المسرح ومضيفاً إلى ذلك وجهة نظره في تقييمها

ولذا ونظراً للأسباب المتقدمة فلم يتمكن من الاستفادة من الدراسات المذكورة في موضوع هذه الدراسة باستثناء دراسة "جان الكسان" "الرحبانيون وفيروز" في بعض جوانبها



إعداد وكتابة: ميساء القرعان

التسميات: , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية