2021/02/11

المسرح في المجتمع العربي





لمحة تاريخية

ظهر في القرن العاشر الميلادي أدب المقامات وكان بطلاها الحريري وبديع الزمان الهمذاني، ونظراً لما يستدعيه أدب المقامة من جمهور ولما تحويه من كوميديا في الحوار فإنه يمكن تصنيفها ضمن الأدب المسرحي

ظهر فن رواة الحكايات الجوالين في المشرق والمغرب العربي. وقد تطور إلى ما يشبه مجموعات العروض المنتجة مثل حكايات "ألف ليلة وليلة" في القرن الثاني عشر. ويمكننا أن نطلق على الأدب الشفاهي آنذاك القصة المسرحية والتي ظلت لفترة طويلة مصدرا للمواضيع. فالسير والأساطير قد مهدت لظهور المسرحية، أما ولادة المسرحية الحقيقية فيمكننا اعتماد شهادة "جوفاني بيلزوني" المتخصص في التاريخ المصري حيث تحدث عن العرض المشوق الذي شاهده عام 1815 في شبرا من ضواحي القاهرة وكان بعنوان "الحاج والحمل" وقد قام من قبل بعض الممثلين المحليين. وكانت مثل هذه المسرحيات امتدادا للظاهرة الفنية فارس أو "الفصل المضحك" وهو العرض الكوميدي المرتجل ويقدمه مجموعة من الجوالين "المحبطين" الذين ينطلقون في معالجتهم من أفقر الطبقات الشعبية. إلى جانب هذا النوع من الفن المسرحي ظهر مسرح "خيال الظل" وقد استطاع العالم الألماني باول كالي في عام 1909 أن يعثر على مجموعة من الدمى في إحدى القرى المصرية كانت تستخدم في مسرح خيال الظل لخمسمائة سنة ماضية. وتقوم فكرة خيال الظل على العرض الذي يستعان به بضوء الفانوس ليعكس خيال على جدارية تشاهد من قبل الجمهور ويمثل "الكركوز" بطلها الرئيسي، وهو يجسد بساطة وفكاهة الإنسان الشعبي. ويستعان في هذا الفن بدمى تحرك بواسطة عصا وتمثل العديد من الشخصيات، وقد انتشر مسرح خيال الظل في كثير من دول المشرق والمغرب العربي آنذاك مثل فلسطين، تونس وسوريا. وقد اكتشف وجود مسرح خيال الظل بشكله المتطور في بلاد المغرب في القرن السابع عشر (بوتنستيفا، 1990")


اتجه بعض الباحثين إلى تقسيم الشعائر التمثيلية التي عرضها العرب القدامى إلى أربعة أنواع. إلا أن معرفتها لم تقتصر على العرب وحدهم. فقد عرفها المصريون والآشوريون والبابليون والهنود وهي:

أ- شعائر إماتة الجسد كالصوم والزهد في الملذات

ب- شعائر التطهير الموسمية كغسل المعابد وتبخيرها وإشعال النار فيها

ج- شعائر البعث والإخصاب وتتمثل في المنافرات والمعارك التي كانت تدور بين الموت والحياة. والصيف والشتاء. والسنة القديمة والسنة الجديدة

د- شعائر الفرح والابتهاج، وتتبع شعائر البعث (العشري، 1991)


المسرح العربي في القرنين التاسع عشر والعشرين

إن تسليط الضوء على أي من أقطار الوطن العربي قد يفيد في تفهم غيره من الدول فيما يتعلق بمفهوم وقضايا المسرح. ذلك لتزامن ظهور الفن المسرحي في جميع الدول العربية، ولأن الأوضاع الاقتصادية ونمو الطبقات الاجتماعية التي رافقت ظهوره تكاد تكون متشابهة أيضاً، هذا بالإضافة إلى أن الأعراف والتقاليد الاجتماعية متشابهة إلى حد ما. (بلبل، 1984)

بدأت أولى بوادر الفن المسرحي في لبنان، ففي عام 1874 كتب "مارون النقاش" أولى مسرحياته "البخيل" وقد مهد لمسرحيته بمقدمة أراد فيها أن يشرح للجمهور مفهوم المسرح وما يجلبه من منافع، وقد كان مارون تاجراً من الطبقة البرجوازية المتوسطة التي تحاول التقرب من ذوي السلطة، ولذا حاول أن ينقل الأوبرا باعتبارها فناً يتناسب مع ذوق الطبقة الحاكمة والطبقة المتوسطة، وقد ساعده في ذلك كثرة سفره إلى البلاد الأوروبية، وبالأخص إيطاليا، ولأنه يحترف الفن بعقلية التاجر فقد كانت مسرحيته "البخيل"باعتبارها الأولى أفضل ما في جعبته، وكانت أفضل مما تلاها، وقد تميز مسرحه بالترغيب في الفضائل والنهي عن الرذائل. وفي سوريا ظهر "أحمد أبو خليل القباني" متأثراً بظهور مسرح "النقاش" في لبنان، ونظراً لارتباط سوريا آنذاك بالخلافة العثمانية فقد ظهر فيها الفن المسرحي كنوع أدبي وافد ومتأثراً بالفرقة المسرحية التي أنشأها "خوجه نعوم" في تركيا عام 1860. بدأ القباني مسرحه بالاستناد إلى قصص "ألف ليلة وليلة" وقد كان اتجاهه قصصياً أكثر منه حركياً، وبعد إغلاق مسرحه في دمشق إثر احتجاج رجال الدين سافر إلى مصر حيث اتسم مسرحه هناك بالرقص والفكاهة والغناء. (بيبرس، 1977)

شهد الثلث الأخير من القرن التاسع عشر توافد الفرق الأجنبية إلى مصر، وعلى الرغم من أن لبنان كان أول قطر عربي ظهر فيه فن المسرح نتيجة الاحتكاك المبكر مع أوروبا وتتلوه سوريا إلا أن مصر ظلت منطقة استقطاب لهذا الفن

وقد بدأ توافد الفرق اللبنانية والسورية على مصر منذ أواخر عهد الخديوي إسماعيل. نظراً لرواج مصر الحضاري آنذاك مما ساعد في تحقيق الأرباح للفرق الوافدة، وكذلك بسبب تعرض سوريا آنذاك لضغوطات سياسية واجتماعية تحت وطأة الحكم العثماني إلى جانب الضغوطات الرجعية في الفكر والفن مما شجع الفنانين وأصحاب الموهبة على الهجرة إلى مصر وقد ساعدت الفرق الوافدة على نمو الفن المسرحي في مصر، ولم يقتصر دور مصر آنذاك على تبني الفرق الوافدة بل كانت تبعث بفنانين مصريين إلى بلاد العالم العربي كذلك. (العشري، 1991)

بإمكاننا اعتبار أن مصر للأسباب المتقدمة قد احتلت الصدارة من بين البلدان العربية في احتضانها فن المسرح وتطويره في المجتمع العربي والذي تمثلت أحد مظاهره من خلال استقطابها للفنانين من البلدان العربية

أنشأ يعقوب صنوع فن "التياترو" في مصر. فقد كانت بداياته غنائية في المسرح، إلا أن رحلته إلى إيطاليا جعلته يكتشف وظائف أخرى للمسرح، وقد فقد مسرحه مبررات وجوده أيام الخديوي إسماعيل لأسباب دينية بالإضافة إلى وفود الفرق الأجنبية. أما نجيب حداد فقد قدم من لبنان إلى مصر عام 1873 وألف جوقته عام 1887. باسم "الجوق الوطني المصري" وقد أدخل عنصر الغناء والطرب في مسرحياته المترجمة مثل "روميو وجولييت". وقد أراد عبدا لله النديم استخدام المسرح كوسيلة من وسائل الدعوة إلى أفكاره باعتباره خطيب الثورة العرابية، وألف مسرحيته "الوطن" و "العرب" وكان تلامذته من مثل نشاط مسرحي مدرسي. (بيبرس، 1977)

شهدت الفرق المسرحية نمواً متزايداً مع اشتعال الحرب العالمية الأولى على المستويين النوعي والعددي، وقد ظهر الممثل السوري "جورج أبيض" وكان أول من تنبه إليه الخديوي "عباس الثاني" وأوفده إلى باريس لدراسة الدراما، وقد قدم أولى مسرحياته "أوديب الملك" وكان ينفرد بالدور الرئيسي فيها، وفي غيرها من المسرحيات التي غلب عليها الطابع التاريخي الجاد، ثم اتجه بعد عام من عودته إلى مصر إلى التحول إلى الدراما والميلودراما، العامية بكوميديات مقتبسة من "موليير" وعلى الرغم من الزلات التي وقع فيها أبيض كأدائه أدواراً لا تتناسب مع موهبته، إلا أنه أيقظ وعي مرتادي المسرح في بلاد كثيرة في الشرق إلى ما يسمى بالمسرح الكلاسيكي، كما أنه قد ساهم في إضافة قيم جديدة في الفن المسرحي، أصبحت مستساغة لدى الجمهور. (لنداو، 1973)

آثرت فرقة "جورج أبيض الانكماش مع قدوم ثورة 1919، وذلك لعجزها كما حدث لغيرها من الفرق عن موافقة متطلبات الثورة وحيث نهض المسرح الغنائي الذي أخذ يغذي الثورة آنذاك وبرز "سيد درويش" في الربع الأول من القرن، حيث وجد في الثورة متنفساً للمشاركة الشعبية من خلال الفن، فاشترك بألحانه مع بديع خيري مؤلفاً ونجيب الريحاني ممثلاً، وقدموا أهم الأعمال التي كانت بمثابة وقود حي للثورة، وقد تميزت هذه الفترة بواقعية الأعمال المسرحية، واتصالها الحي مع الواقع الاجتماعي إلا أن أسباباً سياسية حالت دون استمرار مثل هذا المسرح. بالإضافة إلى وفاة سيد درويش، 1923، مما مهد الطريق أمام الفن الهزيل الذي تمثل بمسرح "عكاشة" ومنيرة المهدية. غير أن قدوم "يوسف وهبي" من إيطاليا قد ساعد في إحياء المسرح من جديد، فكانت الفترة من 1919-1952 امتدادا لعروض فرقة رمسيس التي أسسها "يوسف وهبي" وفرقة الريحاني وقد عكست هذه الحركة تولد الوعي لدى الطبقات الدنيا من الشعب المصري بعد ثورة "1919". (حسين، 1992)

أسس يوسف وهبي عام "1923" فرقة "رمسيس" “Ramses” بعد عودته من إيطاليا حيث درس المسرح، وكانت أولى عروض الفرقة "المجنون" وقد اختلف "وهبي" مع أبيض في دفاعه عن المسرح الموسيقي والاجتماعي العربي في حين كان "أبيض" رائدا للمسرح الكلاسيكي. وهذا الاختلاف كان السبب المباشر في فض الشراكة التي قامت إثر انضمام فرقة "رمسيس" إلى فرقة "جورج أبيض" عام 1926. وقد كانت أكثر المسرحيات نجاحا لدى يوسف وهبي "غادة الكاميليا" وبعد عام 1933 استطاع أن يرأس "الفرقة المصرية" بتركيزه على المشكلات الاجتماعية في الأعمال الدرامية، التي عرضها وكتبها كما أنه عمل على إحياء عنصر الموسيقى في المسرح، ولم تقتصر عروضه على المستوى القطري، وكانت آخر رحلاته في الجزائر عام 1954. (لنداو، 1972)

ظهر "نجيب سرور" مع بداية ثورة 1952 في مسرحية "قولوا لعين الشمس" واستطاع أن يجسد فيها الأحداث التي تزامنت مع الثورة مثل عزل الملك فاروق عن الحكم، أما "نعمان عاشور" فقد كانت إسهاماته في مسرحيتي "الناس اللي تحت" 1955 و"الناس اللي فوق" 1956. وقد حاول من خلالها عكس ردود الأفعال لكل فئة اجتماعية إزاء التغيرات الاجتماعية التي مر بها المجتمع في سنوات الثورة الاشتراكية الأولى مع أحداث 1956 وبدء العدوان على "بور سعيد" كتب "نعمان عاشور" مسرحيته "عفاريت الجبانة" مصورا فيها المقاومة الشعبية المصرية ومع حلول 1960 حيث أصبحت مصر تحمل اسم الثورة الاشتراكية مع ظهور حركات التأميم والقطاع العام القوي، فقد تبنى "نعمان عاشور" نفس المبادئ التي نادت بها الثورة في مسرحيته "وابور الطحين" التي كتبها عام 19660 وأعاد صياغتها عام 1964. أما مسرحيته "بلاد برة" فقد جاءت لتتنبأ بالنكسة التي ألمت بالشعب المصري في الفترة من 1967-1970 وقد كتبها قبيل النكسة مباشرة. (حسين، 1992)

باستطاعتنا بالنظر إلى الفترة الممتدة من 1952-1967 أن نستنتج أن الفن المسرحي في مصر كان متأثرا بالأحداث السياسية والاجتماعية. أما بتصوير الواقع أو بالتحريض عليه أو التنبؤ بأحداثه

في النصف الثاني من القرن العشرين بدأ الاهتمام بمسرح خيال الظل في المجتمعات العربية بفضل المخطوطات والمكتشفات التي النادر أمكن من خلالها التعرف على طباع وأخلاق الشعوب في المجتمع العربي، ويتجه بعض الباحثين إلى عدم اعتبار عروض خيال الظل كشكل من أشكال المسرح، واقعيا لم يؤثر مسرح خيال الظل في تطور المسرح العربي المحترف. وفي فلسطين وفي أربعينيات القرن اتخذت المهرجانات المسرحية التقليدية اسم "كركوز". وفي شمال إفريقيا "ليبيا والمغرب" ظهر مسرح العرائس بطابع طقسي قديم وبهدف المرح والإضحاك، أما تونس فقد أنشئ فيها مسرح العرائس بموضوعات خاصة. وحيث اجتمعت الفكاهة الشعبية مع الموقف إزاء الوضع السياسي، وفي المغرب كان مسرح العرائس جزءا من الاحتفالات السنوية، وكان ممثلوه من طلبة المدارس. (يوتنستيفا، 1990)

شهد المسرح المصري في عقدي السبعينات والثمانينات تراجعا ملحوظا، وتفشت ظاهرة المسرح التجاري الذي يرتكز على تقديم نجم كوميدي محبوب يعتمد في عرضه على فكاهة هزلية قد تناول موضوعات ذات إثارة جنسية أو تعليقات سياسية، وقد كان أحد أسباب هذا الانحلال في قيم وقواعد المسرح التي أرساها رواد المسرح المصري هو ضعف مسارح الدولة وعجز القائمين عليها بالإضافة إلى اهتمامهم بالجوانب الربحية للعمل الفني غير أن بعض فرق القطاع الخاص بدأت تشهد بوادر جادة في العمل المسرحي كمسرحية "وجهة نظر" 1988 للينين الرملي (دواره، 1989)

في سوريا نشأ المسرح القومي في نهاية الخمسينات، وقبلها كانت الأعمال المسرحية مقتصرة على بعض الفرق ذات الأعمال التهريجية المتأثرة بالأعمال المصرية، ونظرا لأن المسرح القومي قد نشأ في ظل برجوازية ثقافية محددة ذات هموم ثقافية خاصة. فقد استجاب لمتطلبات هذه الفئة التي كانت تهتم بقضايا تستقي مثلها الأعلى من المسرح الأوروبي وقد قدم هذا المسرح إنجازاته الفنية المتميزة حتى عام 1967، وبعد النكسة لم يكن للمسرح القومي حضورا بمستوى الحدث إذ ظل بعيدا عن الغليان الشعبي. وظل يقدم الأعمال الأجنبية المترجمة بعيدا عن أحداث الواقع. ولذا وبسبب حياديته حيال القضايا الاجتماعية ولعدم وجود خطة واضحة في انتقاء المسرحيات فقد ظهرت أزمة المسرح السوري والتي حاول القائمون على المسرح القومي آنذاك تخطيها بالتجديد في النصوص. إلا أنه ظل محافظا على طبيعته البرجوازية ولم ينجح في تخطي أزمة الرفض لدى الجمهور لأنه بقي بعيدا عن إثارة كل ما من شأنه أن يثير بعض الشحناء الطبقية أو الصراعية ذات العلاقة المباشرة بهموم المجتمع. وحتى عام 1979 لم يزل يتعامل مع النص الأجنبي. أما مسرح الشعب فقد أنشئ على غرار المسرح القومي عام 1968 لكنه لم يستطع تقديم أكثر من مسرحية واحدة عام 1967 وانتهى للأسباب ذاتها التي أنهت المسرح القومي. أي لأنه خدم وخاطب فئة اجتماعية محددة

كما ظهر في سوريا المسرح التجاري الذي جاء متأثرا أو مأخوذا عن المسرح المصري المنقول عن الهزليات الفرنسية، وغالبا ما تكون شخصية البطل أو موضع السخرية والإضحاك هو ابن الشعب البسيط. وقد انتقلت هذه الكوميديات إلى سوريا منذ ثلاثينات القرن العشرين، ركز المسرح التجاري السوري على شخصيات فئات العمال والفلاحين والفقراء ووضعهم موضع السخرية وموضوعا للضحك عليهم لا منهم. وهذا من شأنه أن يحبط الدور الأساسي الذي يتوقع منهم كفئات اجتماعية لها وضعها الطبقي الخاص القيام به، أما رواد مثل هذا المسرح فهم من الطبقة الغنية القادرة على دفع ثمن بطاقات المسرح التجاري الذي يعزز لديهم جانب المتعة التي يضفيها التفاوت الطبقي

ظهرت فرق مسرحية ناشئة في محافظات سوريا تبنتها وزارة الثقافة في إقامة مهرجان سنوي منذ عام 1971، وقد تميز "الهواة" من القائمين على هذا النوع من المسرح بالصدق والجرأة. وبقدرة هذه الفرق على معالجة مواضيع ذات علاقة بالمجتمع. وكذلك ظهر المسرح الجامعي إلى جانب فرق المحافظات واستطاعت فرق الهواة أن تنتظم فيما بعد إلى مجموعتين هما "اتحاد شبيه الثورة" "واتحاد نقابات العمال" وقد بدأ اتحاد العمال بإقامة مهرجانه السنوي منذ عام 1976، أما المسرح الجامعي فعلى الرغم من إنجازاته كما حدث للمنظمتين فقد كانت فرق اتحاد شبيبة الثورة واتحاد العمال قادرة على التعبير عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي لم يعالجها المسرح الرسمي. "بلبل، 1984"

وقد جاءت الحركة المسرحية في دول المغرب معتمدة على ما جاء في الفن في كل من مصر وسوريا. فقد نقل سليمان القرداحي مسرحيات مثل "هاملت" و "عطيل" وغيرها من الموضوعات التاريخية التي عرضت في مصر وسوريا. وقد قدمت جمعية الشهامة العربية أول مسرحية في تونس عام 1910 وكانت بعنوان "صلاح الدين الأيوبي"، أما في المغرب فقد عرف الفن المسرحي عن طريق الفرق الزائرة وتأسست الفرق المحلية بين 1923-1930، وكانت أولى المسرحيات المغربية "انتصار البراءة"، ويعد "محي الدين باش طرزي، رائد المسرح في الجزائر الذي قدم بعض المسرحيات باللغة العربية الفصحى منها "فتح الأندلس" و "شهامة العربي" وغيرها. تكونت أول فرقة مسرحية في بغداد عام "1921" وقدمت مسرحية "النعمان بن المنذر" وفي عام 1934 ظهرت المسرحية العراقية الشعرية في مسرحية "قيس وليلى". كان أول عرض مسرحي في الكويت عام 1922. في فترة الأربعينات مثلت جميع المسرحيات في الكويت باللغة العربية الفصحى مثل "حرب البسوس"

ومن الملاحظ على الفن المسرحي في المجتمع العربي في بداياته وحتى منتصف القرن العشرين أن اللغة المستخدمة كانت الفصحى وهذا ما قد يفسر بأن نظرة القائمين على العمل المسرحي آنذاك لفن المسرح كانت تضعه بمنزلة الآداب الرفيعة التي يجب أن يستخدم فيها لغة الأدب الراقي، كذلك لأن الكتاب والفنانين كانوا ينظرون إلى المسرح باعتباره فن النخبة. (برشيد، 1984)

يتضح مما سبق أن نشوء المسرح في المجتمع العربي كأحد أنواع الفنون ظهر متأثراً بنشوء المسرح في الغرب نتيجة سفر بعض المثقفين والمهتمين بهذا الفن للخارج، كما حدث لمارون النقاش ويوسف وهبي وغيرهما، أما مصر فبالإمكان اعتبارها حتى وقت متأخر من القرن العشرين البلد العربي الأكثر استقطاباً لهواة الفن المسرحي

أما الموضوعات المطروحة في هذا المجال فيمكننا ملاحظة أنها كادت في معظم البلدان العربي أن تتذبذب بين التقليدية والتجديد أو بين الكلاسيكية في الطرح وعدم الاكتراث بمعطيات الواقع، وبين التوجه نحو خلق مسرح "ثوري" يدعو ويعمل من أجل التغير، لا سيما في مصر وسوريا ولبنان كونها شهدت نهوض حركة مسرحية تترافق مع التغيرات التي طرأت على واقع المجتمع



اعداد وكتابة: ميساء القرعان

التسميات: , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية