2021/02/09

حرب الخليج الاولى











النسوية كنظرية تحلل العقوبات المتخذة من قبل الامم المتحدة على العراق

( حرب الخليج الاولى )


في عام 1990 قامت العراق بشن حرب في دخولها لاحتلال الكويت وأعلنت الأمم المتحدة بعدم مشروعية الغزو العراقي وقررت التدخل عسكريا لاستعادة الكويت سيادتها بإخراج الجيش العراقي من أراضيها وقرر مجلس الأمن في قراره لرقم 687 بفرض عقوبات اقتصادية على العراق وحضرها من الاستيراد والتصدير ويبقى الحضر مستمرا حتى تقوم العراق بالاستجابة للمطالب التي وضعها مجلس الأمن واستمر الحصار لفترة غير متوقعة دامت 13 عام ووصفت بأنها من أطول أنظمة العقوبات الاقتصادية والأشد قسوة في التاريخ

وفي أواسط التسعينات ثار الرأي العام حول المعاناة الإنسانية التي تكبدها العراق بسبب العقوبات وقامت العديد من الدول الأعضاء المؤيدة لهذا القرار بالاعتراض عليه مثل فرنسا وروسيا ولم يجري إي تصويت ضد هذه القرارات لان الولايات الأميركية المتحدة ستلجأ إلى استخدام الفيتو بالرفض على إي قرار يعارضها وكانت من إحدى المطالب لرفع الحصار عن العراق من قبل الولايات المتحدة هي تغيير نظام الحكم العراقي وقامت بعدها المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل من خلال قيامها بنشر صور المعاناة الإنسانية في سوء التغذية لأطفال العراق وكان الرد من قبل الولايات المتحدة ومجلس الأمن إن الرئيس صدام حسين هو الذي أوصل شعبه إلى هذا الحال بسبب رفضه المطالب المقررة من مجلس الأمن ومن ناحية أخرى وضحت الحكومة العراقية إن الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن هي السبب الرئيسي في معاناة الشعب العراقي حيث إن العراق قبل الحصار كان يعتمد في اقتصاده على تصدير النفط واستيراد السلع والمواد الغذائية وغيرها من الحاجات الأساسية من الخارج وبسبب القرارات العنيفة بفرض الحصار في عام 2000 أصبح العراق ثالث أفقر دولة في العالم ومن أوائل الدول التي تعاني من انتشار ظاهرة البطالة

وكانت النساء تعمل في وظائف اقل استقرار بسبب إن العمر الوظيفي للمرأة اقصر من العمر الوظيفي للرجل ولم ينظر بعين الاعتبار إن المرأة قد تكون هي المسؤولة الوحيدة بالإنفاق على أسرتها. ومن ناحية أخرى واجه العراق صعوبة كبيرة بتأمين الغذاء لأنه كان يعتمد على الاستيراد بهذا الجانب ونتج عن ذلك كارثة إنسانية في سوء التغذية حيث ان هناك أسر كانت لا تستطيع توفير الغذاء عدا عن المشاكل البيئية والمياه الملوثة والتدني الشبه معدوم في الرعاية الصحية وعدم توفر الكهرباء بصورة مستمرة وانقطاعها لفترات طويلة, ونظرا لهذه الأوضاع الصعبة قرر مجلس الأمن بالسماح للعراق باستيراد المواد والسلع الغذائية بشكل محدود مقابل تصدير كميات قليلة من النفط ومنع العراق من معالجة البنية التحتية التي تعرضت للانهيار بسبب أثار الحرب وعدم استخدامها لمدة طويلة مما تسبب ذلك بزيادة سوء الأوضاع وفي نهاية التسعينات حيث قامت بعض الدول الأعضاء بعمليات التبادل التجاري بينها وبين العراق على الرغم من استمرار العقوبات الواقعة عليها. وعانى المجتمع العراقي من أثار هذه الحرب في كافة المستويات الصحية والاقتصادية حيث عانت النساء وأطفالهن من عدم حصولها على الرعاية الصحية أثناء الولادة وتسبب هذا الوضع برفع معدل الوفيات عند الرضع بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان بنسبة 400% إلي جانب مقتل مليون عراقي نصفهم من الأطفال وثلثهم من النساء والى فشل المنظومة التعليمية وتدني النشاطات الثقافية والأدبية والفنية 

وتعتبر العقوبات الاقتصادية كوسيلة قوية في إخضاع الدول الضعيفة لقرارات الدول القوية فمن وجهة نظر الواقعيون اتجاه العقوبات الاقتصادية يرون انها وسيلة تساهم في زيادة تكلفة عدم استجابة الدولة للعقوبات المفروضة عليها بينما يراها الليبراليون على انها أداة جيدة في حرمان الدولة من استخدام الأساليب المختلقة والتي تجعلها قادرة بالتصدي على المعايير الدولية إما من وجهة نظر النسوية فترى إن العقوبات الاقتصادية تؤثر على أفراد المجتمع الأكثر ضعفا حيث قامت الولايات المتحدة باستخدام العقوبات الاقتصادية كوسيلة للضغط في إثارة الشعب العراقي على حكومته للاستجابة لمطالبها المتعلقة بتغير نظام الحكم للدولة حتى يتم رفع الحصار عنها ومن وجهة نظر النسوية إن الأذى لحق الطبقة الفقيرة والأطفال والنساء في المجتمع وبالتالي الطبقة الغنية لم تتأثر لأنها قادرة على توفير احتياجاتها بطرق مختلفة ويرى النسويون إن الحصار على العراق سبب بإضرار مادية وبنيوية من حيث استخدام الدول الأعضاء للهجمات العسكرية كرسالة تهديد للنظام العراقي من اجل الرضوخ لمطالبه أما الأضرار البنيوية والتي نتجت عن انهيار البنية الاقتصادية واختفاء الخدمات الصحية كانت تؤثر على الفقراء بشكل اكبر فالنظرية النسوية تفسر العقوبات الاقتصادية كالحرب وقد تقوم النسوية الليبرالية بطرح سؤال يتعلق بعدد النساء المشاركات في صنع القرار المرتبطة بهذه العقوبات أو يقيسون تأثير هذه العقوبات على الأفراد بأخذهم عين الاعتبار الاختلافات الجندرية وبما إن عدد قليل من النساء قد شاركن في صياغة السياسات المتعلقة بالعقوبات وتطبيقها فأن معاناة النساء اكبر من معاناة الرجال وتأثير هذه العقوبات ستكون اكبر عليها من عدة نواحي كالوظيفة والأسرة واستقلالها

وقد يحللون طريقة استخدام الطرفين للجندر من خلال العقوبات فأن العراق والأطراف المؤيدة على فرض العقوبات قاموا باستخدام الجندر كوسيلة حيث إن العراق وصفت مؤيدي هذه العقوبات بأنهم السبب في معاناة الشعب العراقي أما المؤيدين وصفوا النظام العراقي بأنه لم يقم بحماية شعبه لرفضه قبول المطالب المقررة من قبل مجلس الأمن ومن جانب أخر قد يتم تحليل الخطابات المستخدمة بين الطرفين والتي تدل على الهيمنة الذكورية حيث إن رئيس المخابرات الأميركية بإحدى خطاباته اعلن عن سيطرته على ( العرين الداخلي لصدام حسين) أما صدام حسين كان يستخدم أسلوب التهديد في خطابه 

وتبين النسوية انه وإثناء النزاع والصراع بين الدول تقوم الأطراف المتنازعة برؤية الصراع على انه بين أشخاص , إي بأسلوب شخصي دون الاهتمام بواقع ومعاناة الأفراد داخل الدول المتنازعة ونلاحظ إن النسويين يقوموا بالتنقيب عن مواقع النساء في أنظمة العقوبات وترى إن النساء هم الأكثر تأثراً بنتائج هذه العقوبات من الرجال حيث تعاني النساء والأطفال من سوء التغذية وعدم الرعاية الصحية والأكثر عرضة لفقدان وظائفهن وبالتالي نتيجة السياسية الدولية تؤثر على الإفراد وفي الوقت الذي تم فرض العقوبات على العراق لم تكن هناك إي سيدة رئيسة وهذا يدل على إن النساء نادرا ما يشاركن في صنع القرار ومن جانب أخر النقد للمنطق الجندري المرتبط باختيار السياسية حيث إن العقوبات يتم وضعها من قبل الجهات الأقوى لإخضاع الجهة الأضعف لقراراتها وبالتالي يقوم النسويين بنقد هذه السياسات التي تؤيد المفاهيم الذكورية كالقوة والصراع على المفاهيم الأنثوية المتمثلة في التنازل والتعايش والعاطفة



اعداد وكتابة: بيداء القاضي

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية