2021/05/19

قانون الجذب








قانون الجذب

كثيرأ ما نسمع عبارات وحكم دون ان نفكر بها بعمق، لنجد فيما بعد انها هي ما توصلنا لقانون الجذب

نسمع : ( انت نتاج ما تفكر به)، ( تفاءلوا بالخير تجدوه) ،( افكارك تصنعك ) ، ( جسمك مأمور بعقلك) ، ( القدر منوطُ بالمنطق ) ، وغيرها الكثير 


هذا هو فحوى قانون الجذب

حتى نستطيع فهم هذا القانون بطريقة مبسطة، من الافضل أن نبدأ بما يسمى نظرية العقل البشري ( theory of the mind )

يمكننا تمثيل العقل البشري بالكرة ، وهذه الكرة مقسمة الى ثلاثة اجزاء: العقل الباطن ( اللاوعي ) والعقل الواعي ، والحاجز الذكي

عندما يولد الإنسان، يحتاج الدماغ كعضو إلى سنة ونصف حتى يكتمل نموه، وبعدها تغلق الجمجمة بإحكام، إلا أن الافكار داخل الدماغ تبدأ بالرسوخ منذ اليوم الاول للولادة ( وحتى ما قبل الولادة )

إن لدى دماغ الانسان في الأصل قدرات لا محدودة، وابداعات كثيرة ، وتخيلات واسعة وكبيرة. يبدأ دماغ الطفل اولا باستقبال كل شيء من بيئته، فهو مستقبل جيد، يستمر بذلك إلى أن يصل عمر الست سنوات، وهذا كفيل بتكوين نصف شخصية الطفل باتفاق علماء النفس. وعندها أيضًا يبدأ دماغ الطفل بتشكيل ما يسمى الحاجز / المرشح الناقد critical filter الذي يقوم بتقييم الاشياء والأحداث ، ويعزيها الى التعليمات ، الشروط ، القوانين ، العرف ، التقاليد، المخاوف، والحدود . وهذه كلها تعلمها من بيئته، فالعائلة والمجتمع والمدرسة جزء من بيئة الطفل ، وهي ما تملي عليه هذه الشروط والمخاوف

يبدا هذا الحاجز بتثبيت ذاته وتكبير حجمه وفعله، فالعمل الذي كان ممكن ان يقوم به الطفل قبل تشكيل الحاجز ، لا يستطيع ان يعمله بعد تشكيل الحاجز الناقد في دماغه ، لانه الان هو المتحكم به الآن. تأخذ مثالاً بسيطا على ذلك : قد يقوم الطفل تلقائيا بتسلق شجرة، لكن اذا منعته انت بحجة الخوف عليه من الوقوع او الأذى، مع تكرار الموقف يتشكل الخوف من التسلق فيما بعد لربطه بالأذى، وهذا يدخل الى منطقة الحاجز الناقد في الدماغ ، ويخزن ضمن المعتقدات والقناعات التي تسمى نظام القناعات belief system والذي هو ضمن الحاجز الناقد

بانفاق علماء النفس ، نحن نتصرف في حياتنا بما نسبته 90-95% بأمر من العقل الباطن ( اللاوعي )

والباقي للعقل الواعي


ماذا يوجد داخل العقل الواعي والعقل الباطن ؟

إن العقل الواعي مسؤول عن : التفكير ، التحليل ، التخطيط ، الذاكرة قصيرة الأمد ، التنظيم ، الاختيار ، التقبل و الرفض

أما اللاوعي فهو مسؤول عن : الذاكرة طويلة الأمد ، المشاعر ، الأحاسيس ، العادات ، الإبداع ، الإدمان ، مراحل التطور ، الروحانيات ، والحدس


ماهي طبيعة العلاقة بين عقلك وجسمك ؟

إن افكارك ( والتي هي في الدماغ ) تولد لديك مشاعر معينة، وكون المشاعر موجودة ضمن منطقة اللاوعي ، فهي إذًا محكومة به. ثم يحدث أن تترجم هذه المشاعر إلى اهتزازات بذبذبات معينة، تخرج الى جسمك الفيزيائي فتظهر على شكل سلوكيات أو افعال معينة

اذا كانت افكارك سلبية ، يكون نتاجها سلبي أيضًا ، بمعنى انها تترجم الى اهتزازات ذات ترددات منخفضة تحدث في جسمك أمراضًا

واذا كانت هذه الافكار إيجابية ، فإنها تترجم إلى مشاعر إيجابية ، وهذه بدورها تترجم الى اهتزازات ذات ترددات عالية، فيكون نتاجها سلوكيات وافعال ايجابية مفيدة لك. ( لا ننسى أن كل شيء حولنا طاقة، كل شيء له اهتزازات وترددات معينة ، ولا ننسى ان المادة تتحول الى طاقة، والعكس صحيح حسب قوانين الفيزياء )


أين المفتاح إذًا ؟

المفتاح في يدك. افكارك الايجابية لها ترددات متناسقة ومتوافقة مع الاشياء الإيجابية في الكون ، وتكون على ايقاع موحد مع الأشخاص الإيجابيين حولك. مثلًا: إذا كانت أفكارك ايجابية وتشعرك مثلا بالسعادة، فإن الترددات الناتجة عن هذا الشعور الإيجابي، تجذب نحوك الأشخاص السعداء، وتحلب نحوك الأحداث التي تزيد من سعادتك


والآن، مالذي يتحكم بهذه الأفكار ؟ ومالذي يحد من الإهتزازات لديك ؟ من المسؤول عن هذا كله ؟


الجواب واحد لكل هذه الاسئلة : انه النمط الذي لديك في اللاوعي paradigm 


كيف تشكل هذا النمط ؟

تشكل منذ الطفولة، عندما كنت مستقبلا جيدا لكل شيء حولك. إن منطقة اللاوعي في عقل الطفل ، مفتوحة تماما وتتسع لأفكار كثيرة متنوعة. لا يوجد خيار الرفض أوالقبول في منطقة اللاوعي، فكل ما يملؤه مسلمات مقبولة تماما وغير قابلة للنقاش ، وراسخة. رسخت بفضل التكرار، فقد تمت إعادتها على مسامعك مرارًا وتكراراً ممن هم حولك ، سمعتها وسلمت بقبولها سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر. إذًا بيئتك هي التي كونت عندك النمط الذي تمتلكه في اللاوعي. وجود هذا النمط لديك يعمل على اجتذاب أفكار جديدة ومشاعر جديدة كلها على الإيقاع الموحد نفسه حسب النمط الذي تشكل عندك ، وهذا يعني اضافات جديدة للمسلمات عندك دون نقاش ، فقد تمت برمجة دماغك على هذا النمط، والذي سوف يحدد سلوكك ويضبط أفعالك ، ويحدد فعاليتك في العمل ، ويحدد قناعاتك ، ويضبط النتائج التي ستحصل عليها. إذًا انت محكوم بهذا النمط

اذا اردت ان تحصل على نتاج مختلف ، عليك ان لا تبقى محكومًا بهذا النمط


وكيف ذلك ؟ كيف تغير من ذلك ؟

بنفس الطريقة التي تمت بها تشكيل هذا النمط لديك ، تستطيع بسهولة أن تغيره مؤقتا ، أو بشكلٍ دائم، أو تلغيه أو على الأقل تتجاهله ، ويمكنك حتى تغيير نظام القناعات لديك متى شئت

( احدى الطرق المعروفة بعلم النفس هي العلاج الايحائي او ما يعرف بالتنويم المغناطيسي حيث يقوم المعالج بالوصول الى منطقة اللاوعي لديك وتخلص نفسك من اية قناعات لا تريدها أو انك تغير منها ما تشاء )

لكنك تستطيع تغيير ذلك بنفسك، بإرادتك متى شئت، وتتم بسهولة كما ذكر سابقًا: بتكرار العبارات التي تولد لديك أفكارًا إيجابية. قم بإعادة عبارات معينة لأوضاع وأحلام وطموحات انت تختارها لنفسك ، رددها دائمًا مرارًا وتكرارًا دون ان تكل أو تمل. رددها بعدد كبير من المرات. إن ترديد هذه العبارات يجعل الاهتزازات لديك ذات تردد عالي تنقلك الى ما تريد الحصول عليه. بمعنى إنك إن فكرت ملياً وعرفت ماذا تريد ، وحددت هدفك المنشود ، وبقيت مصرًا عليه ، فإنك ستحصل عليه دون أدنى شك. إن عملية التفكير تجعل خلايا الدماغ تنشط على ترددات معينة، وباعتبار أن كل شيء حولنا يهتز بتردد معين ، فإن هذا الاهتزاز يولد طاقة، وهذه الطاقة تجذبك نحو ما هو متناسق معها وتجذبه نحوك أيضًا

استمرار التفكير باحلامك وبمرادك ومطلوبك، واستمرار العبارات التي يجب ان تكررها دائما مراتٍ لا معدودة ، يزيد من الاهتزازات ويجعل دماغك يعمل بأمواج معينة ، يتغير النمط المتشكل لديك وتتوافق ترددات الامواج في دماغك مع الترددات في الكون ، وهنا قد وصلت لا محالة، انت الآن على التردد المطلوب، وقد جذبت نخوة ما ترديده انت لنفسك


مجمل القول أن قانون الجذب هو معادلة بسيطة مختصر بعبارة سهلة الفهم للجميع : انت تحصل على ما تريد لنفسك بنفسك 


اذا كانت لديك النية الصادقة والرغبة الملحة للحصول على مرادك، بقناعة تامة ويقين كامل، فإن الكون كله سيساعدك في ذلك

برأيي، انه ببساطة ( انما الاعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى )

لا تمل ابدا من ترديد العبارات التي تخدمك وتجذبك نحو مرادك ، وتجذبه نحوك، فهذا هو الطريق الصحيح لتحقيق ما تريد ، هذا هو قانون الجذب



اعداد وكتابة: امل جرادات

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية