2021/04/25

سارة البيطار






شخصية مُلهمة رغمَ صِغَرِ سِنّها ..

كم يبدو الأمر مُلفتاً، فريداً من نوعه أن تكون هناكَ لمسات أنثوية تُزينُ الأوراق، ترسمُ الملامحَ وتُعبرُ عمّا بداخلها بطريقة لطيفةٍ تملؤها الألوان ..

" سارة البيطار "، ابنة الريشة والألوان، ابتدأت مشوارها في حبِّ الرسم كمثلِ أيِّ طفلٍ يرسم، وتعلقت بألوانها وأوراقها بعد عمر الحادية العشرة، وحينَ يجتمعانِ الشغفُ والحب يحدثُ الاحتراف، بدأت بالرسم حسب القواعد، وملهمتها الأولى كانت والدتها، فلولا توفيق الله لها ووقوفِ والدتها بجانبها لما وصلت لهذه المرحلة. ومن ثمَّ تأتي عائلتها وأباها لإكمال ما بدأت بهِ والدتها من دعمٍ لها ..

في كل مرة كانت تُنهي فيها شيئاً من رسوماتها، كانت تُنهي وهي تشهر بأنها عجوزٌ تسعينية من شدة إرهاقها، لكنها كانت تشعر بالفخرِ أيضاً بما أنجزت أناملها..

وإن تطرقنا لجانب الأفكار التي تتراود لذهنِ سارة فيما يخص موضوع كل رسمة على حدا، فهي منذ ثلاث سنوات تقوم برسم " البورتريه "، وتستعين بصور فوتوغرافية لمصورين أجانب، فهي تحب طريقة تصويرهم ووضوحها وتقومُ بعد ذلك باختيار الوجوه التي تناسبها..

ودائماً ما تقومُ برسم الملامح الأنثوية، لأنها تعتبر أن وجه المرأة هو فن بحد ذاته، عكس رؤيتها لوجه الرجل فتشعر بأنه جمال عادي، بالرغم من وجود الكثير من الرجال الذين يتمتعون بالجمال..

وأول شخص كانَ ملهماً لها في مجال البورتريه هي صديقتها " شيراز الكردي "، بالرغم من توقها عن الرسم إلا أن الجميع يتمنى عودتها من جديد..

وبالنسبة لسؤال: أين تجد سارة نفسها بعد مرور سنوات؟

هي شخصية لا تحب الحديث عن خططها المستقبلية، إنما تحب أن تبقى مخبئةً في أعماقها..

وفي كل خطوة تتذكر سارة كلام معلمتها لها بأنها ستكون رسامة عظيمة، يشهدُ لها الزمن بما ترسمه، فقد كانت بالصف الأول حينَ سمعت من معلمتها ما شجعها على الاستمرار إلى يومنا هذا، بالرغم من أنها لم تتوقع قط أنها ستصل إلى ما وصلت إليهِ اليوم بحمدِ الله، ولن ننسى أن طريقُ الإنسان الناجح مليء بالعقبات والأشخاص السلبيين، لكن سارة حريصة دائماً على تواجد الأشخاص الإيجابيين في حياتها، والطموحين ..

وفي نهاية الأمر لن يشعر أحد بحروفي هذه إلا من كان له نصيب برؤية ما ترسمه أناملُ سارة، والكم الهائل من التفاصيل التي تتمثل في رسوماتها، مثلما رأيتُ أنا، وشعرتُ أنني في عالمٍ آخر حدوده حدود الورقة التي احتضنت خطوط قلمِ سارة وألوانها العميقة ..



اعداد وكتابة: بيسان  الشملتي

التسميات: ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية