2021/04/13

مواقع التواصل الإجتماعي





بين طيات مواقع التواصل الإجتماعي


أثناء تصفح الإنترنت والتطبيقات المتعددة أنصت بتمعن وألحظ السطور المكتوبة وزحام الكلمات المتناثرة وكمية الأحكام والآراء الصادرة من قبل الأفراد فتجد سيلاً من الآراء المختلفة والمتضادة والمبنية في الأغلب على اللاشيء فلم تُكتب عن علم أو دراية ولا عن خبرة حياتية، والأسوء أن الأمر لا يقتصر على ابداء الرأي وفقط إنما تجد الشتم والقذف والتنمر والإستهزاء والتكفير من أبسط فرد والذي لربما لم يتجاوز عمر الطفولة في العلم أو السن !!

أتسائل كثيراً هل هؤلاء الذين يلقون بكلماتهم وهي أحدمن السيف تُراهم يفعلون وهم يجهلون أن خلف كل كلمة مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية وأن كل كلمة تصدر من أحدنا سنحاسب عليها ولا أعني الممحاسبة القانونية أو الإجتماعية وإنما أتحدث عن المحاسبة الإلهية ومحاسبة النفس والضمير الإنساني 

ومن أكثر مالفتني فعلاً ما يحدث في أحد الصفحات الشهيرة في الفيس بوك والتي تهدف لإقتراح حلول لمشكلات دون ذكر اسم طارح المشكلة فتجد التعليقات على المنشورات تتراوح بين من يستهزء ويسخر ويدعو لتفرقة زوجين بكل سهولة فذاك أساله ألا تفكر في أبعاد كلماتك وأثرها على حياة أسرة بأكملها وأنت لم تستمع إلا لبضع كلمات عن حياة كاملة ، أتمنى أن تتريث قبل أن تخط حروفك وتبدي النصيحة في هذا الأمر الهام فلا تدري لعل كلماتك المتهورة تتسبب بانهيار عائلة وتفرقة أطفال عن أمهم وأبيهم لمجرد أنك قدمت نصيحة بكل استهتار ومن باب التسلية فقط ، وعن آخر كيف لك أن لا تفكر بما سيشعر إنسان جراء سطر كتبته دون اكتراث شتمته فيه ونعته بأقذر الكلمات، وأيضاً أخريات يستهزءن بأبشع الصور وأبعدها عن الإحساس بالآخر دون أدنى اهتمام بنتيجة فعلهن، و أعجب أيضاً كيف لأحدهم أن يوجه دعواته على شخص غريب لا يعرفه إلا من شاشة مختبئاً خلف مشكلة لاسم مجهول بالفعل ألا يخاف أن يكون على حق ألا يخاف الله ؟؟ !!

وفي مجال آخر بعيداً عن ما رأيته في تلك الصفحة وما شابهها تجدطرحاً لموضوع للنقاش أو يثار حديث عن شخصية ما أو حتى خبر فتنهال التعليقات وتجد التهم من المخالفين للرأي وتجد أبشع الصفات ننعت بها كل من يخالفنا ويباح عرض ودين وعائلة المخالف لنا دون أدنى شعور بالذنب أو الحذر وكل المشكلة مخالفته لنا بالرأي !!

كيف للإنسان أن يدعي أنه يدعم حرية الفكر والتعبير والإبداع وبمجرد أن أحدهم باح بمخالفة الرأي المتبع لدينا تجدنا ننعته بالتخلف والرجعية وعلى الجانب الآخر ينعتوه بالمنفلت والكافر والكثير الكثير .. انني هنا لا أتحدث عن تفكير معين فلا أقصد الإسلاميين ولا المتحررين ولا أي جهة فكرية إنما فقط أتحدث عن مبدأ الأمر وكيف أننا حينما يخالفنا أحدنا بالفكر نتهمه بكل سوء!!

وفي مجال خطير أيضاً تجد تناقل الأخبار بطريقة عشوائية فكل من يستمع لخبر من مصدر غير موثوق أو حتى شخص لديه ينشره دون تردد ولا يعرف أن استمرار ذلك من كل شخص يُكون خبر هام فعندما تجد نفس الخبر عند عشرين شخص لديك ستثق أنه صحيح حتى لو لم تنشره !!

إنني هنا وددت التنبيه لبعض الأمور مما يحدث في العالم الإفتراضي وكيف يستخدم البعض هذه المواقع بشكل سيء للأسف أو غير واعي مما قديتسبب بالأذى النفسي وربما المصيري للبعض ..

أتمنى لمن يقرأ كلماتي البسيطة أن يكون لها الوقع الخاص والمطلوب وأن يعيد النظر كل شخص لاستخدامه وتصرفاته في مواقع التواصل الإجتماعي لنرقى بمجتمعنا ولا نسبب الأذى لبعضنا البعض حتى لو كان ذلك غير مقصود 


اعداد وكتابة: حنان هودلي





التسميات: , , , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية