2021/04/28

الكارما karma







ما هي الكارما karma؟

الكارما كلمة تصف حصول الانسان على نتيجة ذات الفعل الذي قام به مسبقًا سواءً كان جيدًا أو غير جيد، خيرًا كان أو شرًا، لأي مخلوق كان أو أي شيءٍ كان

حتى نفهم ذلك جيدًا، يفضل أن نفهم ماهية الكون وكينونتنا فيه؛ فالكون كله عبارة عن وحدة واحدة بكل ما يحتويه من كائنات حية واشياء غير حية. ولا بد هنا من التذكير بعملية تكوين الكون أو خلقه. لقد كان الكون كتلة واحدة، وبفعل تفاعلات معينة تفتقت إلى اجزاء متميزة عن بعضها: ارضين وسماوات، كواكب ، نجوم، اقمار ، ماء ، صخور ، تراب، وكائنات حية. إذًا نرجع اتصل التكوين من وحدة واحدة ، وإذ اننا جزء من هذا الكون ، فإن كل عمل نقوم به ينعكس على باقي اجزاء هذا الكون ويرتد نحونا

أنت كإنسان ، اذا اسأت لشخص من بني جلدتك فإنك تسيء للكون كله، وتسيء لنفسك، وإن فعلت خيرًا فهو للكون كله، وهو أيضًا لنفسك. كل فعل تقوم به، يعود إليك بطريقة أو بأخرى ، في وقت ، أو في وقت آخر

لنا أن نذكر في هذا المقام قوانين معينة تدخل في القيم والثقافات من القران الكريم : ( من عمل صالحًا فلنفسه، ومن اساء فعليها ….) سورة فصلت الاية ٤٦. وكما قال سيدنا عيسى عليه السلام : حبوا اعداءكم ..

ونتذكر ايضا : ازرع جميلا ولو في غير موضعه.. فلا يضيع جميل اينما زرعا

ومن امثال مجتمعنا : أفعل خيرًا وارم به في البحر

الكارما ككلمة ، قد تكون جديدة علينا لكن مفهومها ليس غريبا عنا


لنتعرف اكثر على الكارما 

تحكم الكارما قوانين عدة، اهمها ما يؤخذ من المفهوم نفسه: السبب والنتيجة ؛ فالنتيجة تكون من السبب أي من الفعل ذاته، فأنت تحصد ما زرعت

وقانون آخر هو أن تفعل ما تحب أن يحدث لك، بمعنى ما تريد أنت أن يحدث لك في حياتك، لا تنتظر ما تريده أن يأتي لك بالمجان بدون أي مجهود، أو ان يأتي لك بمعجزة ما. فمثلًا اذا كنت بحاجة للمساعدة ، قدم مساعدة لأي شخص أو أي مخلوق، ساعد الآخرين لتحصل على مساعدة. وإذا كنت بحاجة للمال، تصدق لمن هو بحاجة اكثر منك. إذا كنت تريد وفرة المال، قم بالعطاء، قم بالتطوع، قم بفعل الخير لمن حولك. باختصار : ما ينقصك الان، افعله للآخرين

قانون أخر يحكم الكارما هو التواضع. نأخذ من سورة لقمان : (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحًا..) وأهم مبدأ للتواضع هو تقبل الآخرين بمقدار تقبلك لنفسك، والإقرار بأن لكل شخص قيمة، تمامًا كما تجد لنفسك قيمة

ويحكم الكارما أيضًا احساسك بالمسؤولية تجاه نفسك وتجاه الآخرين. فأنت مسؤول عن كل ما تفعل، وإن كان خطأ، لا تتنصل من المسؤولية ، اعترف لنفسك بالخطأ ، فهذا وارد عند الجميع. وكونك جزء من هذا الكون ، فمن المنطقي ان تشعر بالمسؤولية أيضًا تجاه باقي اجزاء الكون

ومن القوانين الأخرى، ان تكون معطاءًا وأن تؤثر الآخرين على نفسك لكن دون ظلم لنفسك

ومن أهم قوانين الكارما التي تفيدك لنموك الشخصي : الانتباه للإشارات التي تأتيك من الكون، فمثلا عندنا تشعر أن الحياة تضعك في ذات الدائرة مرارًا وتكرارًا، كما أن تترك العمل للسبب نفسه عدة مرات ، أو أن تقع في المشكلة ذاتها عدة مرات ، فهذه إشارة لك لتبدأ التغيير نحو الأفضل ، وهذا يدخل ضمن نموك الشخصي وتقدمك، وكأن الكون ينبهك بأن شيئًا ما عندك يجب أن يتغير، فكن منتبها وواعيًا وملاحظاً جيدًا لتجعل من تلك الإشارات دافعًا للتغيير

ونختم قوانين الكارما بكلمتين : الصبر والمكافأة. وهذا معروف في قيمنا : لكل مجتهد نصيب. العمل الجاد ينتهي بمكافأة مجزية، فكن دائماً مجداً مجتهدًا متقنًا لعملك وأمينًا، ترعاه كما ترعى أولادك، لتنال النتيجة المرضية لك

مجمل الحديث : افعل الخير دائماً، دون تردد، لا تظلم أحدًا ، سامح كل من ظلمك، احترم الاخرين وتواضع لهم ، اعطِ قيمة للاخرين ( لا تبخس الناس اشياءهم )، اعترف بقيمة كل انسان لا بل كل مخلوق، فلكلٍ دوره واهميته في الحياة، ومشاركته في الكون مهما صغرت أو كبرت، فليس أنت من تحكم أو تحاكم أو تعاقب. أنت فقط تقوم بدورك على هذا الكوكب، وعليك احترام ادوار الآخرين



اعداد وكتابة: أمل جرادات


التسميات: , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية