2021/03/21

خاطرة الام..








بوح خاص

كما دوماً لا حال يدوم وكما في كل لحظة حياتية هناك من يضحك ويمرح ويعتبر هذه اللحظة أجمل لحظات عمره ، هناك في الزاوية الأخرى من يبكي بمرارة ويحتسب اللحظة ذاتها أسوء وأمر لحظات عمره وأكثرها حرقة ..

اليوم الموافق 21/3/2021 يحتفل الأبناء بأمهاتهم وتسعد الأمهات بالعطايا والإهتمام ، ولست في هذا المقام لأقدم فتوى وأقول هذا حرام أو حلال 

لكنني ممن تغيرت أحوالهم من الذين كانو يعدون في مثل هذا اليوم احتفالاً وهدية تقدم بلطف واحسان لتلك العظيمة لأغلى انسانة في حياتي( أمي الغالية) وما كنت آبه لأي شيء سوى أن أرى ابتسامة أمي ونظرة الرضا من عينيها الحانيتين ، وكنت كذلك أشفق وأشعر بالأسى على من فقد أمه وبرغم كل ما أملكه من احساس بالآخرين وقلب أحسبه رقيقاً إلا أنني كنت أدرك أنني مهما شعرت وبذلت لأصل لحقيقة شعورهم أنني لن أستطيع أبداً

هذا اليوم من هذا العام أنا ممن بات بهم الحال أنهم فقدو أمهاتهم .. وممن باتو يدركون جيداً كيف يشعرون ، ولن أنكر أنني فكرت في هذا اليوم من فترة بعيدة وشعرت بقسوته وبرودته قبل أن يحل 

اليوم وكل العالم يجمع ويوحد أغنياته ويبتهل لشخص واحد هو الأم

الآن وأينما ألتفت أسمع أغنية ست الحبايب الشهيرة لكن هذه المره بقلب آخر غير ذاك الذي سمعت به في العام الماضي الذي نبض بها سعيداً ومحتفلاً فقد كان قلبي ينعم بقرب أغلى الناس وأقربهم ويغنيها معها وهل يا ترى للروح راحة أكثر من ذلك !!

أما اليوم فلا تُشعرني هذه الأغنية إلا بالفقدان والإشتياق والحسرة وبالتمني أن يعود الزمان لو لمرة واحدة وأجلس مع حبيبة العمر 

كل ما حولنا يعتمد قطعاً على ما يحمل القلب فما يفرحك نفسه قد يحزنك تارة أخرى في ظرف آخر 

كل ما كتبت لم يكن سوى سيل من البوح الصادق أحببت أن أشاركه لكل إنسان وأوجه كلماتي للسعيدين المحتفلين بأمهاتهم وكذلك الفاقدين الحزينين فمن ما زال ينعم بوجود أمه أقول لك هنيئاً لكن احذر قضاء لحظات حياتك بعيداً عنها فكل لحظة معها أغلى مما قد يُخيل لك ، فهي ثمينة كدرة نادرة ..

والذين حكم القدر عليهم مفارقة أمهاتهم أود أن أقول في هذا اليوم وكل يوم تذكر أن تجعل هديتك لها صدقة… واشتياقك لها صدقة… وعهدك لها وبرها صدقة تقدمها لروحها الطاهرة ودعاءاً من عمق القلب لها

إياك أن تنساها فلم ينتهي واجب البر تجاهها فربما صدقتك الآن تسعدها أضعاف هدية كنت تقدمها لها في حياتها .

وعسى الله أن يجعلني أنا وكل مفارق ممن تحدث عنهم الرسول الكريم في حديثه :

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له

والأن أعاهد نفسي أمامكم وأمام الله أن أبقى طوال حياتي صدقة تمشي على قدمين لك يا حبيبتي يا أمي الى حين أن نلتقي من جديد في جنة الله حيث لا فراق ولا أحزان

وأخيراً كل عام وأمهات المسلمين الأحياء بخير ورحمة الله على الأموات منهم 

رجاء الدعوة لأمي بالرحمة



اعداد وكتابة: حنان هودلي

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية