البكتيريا النافعة

"Normal Flora البكتيريا النافعة "

هل سبق لك أن التقيت بجنود لا ترى بالعين المجردة ؟! نعم جنود تقوم بحمايتك في كل الأوقات وموجودة في معظم أجزاء جسمك كالجلد , والأغشية المخاطية في الأنف والفم والمعدة والقنوات الهضمية و ملتحمة العين والأعضاء التناسلية , تعد هذه البكتيريا متعايشة مع جسم الإنسان تقوم بحمايته من هجمات الغزاة , مثل البكتيريا الأخرى الضارة ,و الفيروسات والفطريات والطفيليات وذلك بمنافستها على الغذاء ومكان العيش وقد تفرز بعض المواد تغير من البيئة المحيطة مما يؤدي إلى موت هذه الغزاة 

تعتبر " النورمال فلورا " خط الدفاع الأول في الدفاع عن الجسم , وهي عبارة عن بكتيريا توجد في الجسم بصورة طبيعية حيث أنها لا تسبب الضرر , وتستقر في معظم الأماكن في الجسم بتراكيز معينة حيث إذا تجاوزته تسبب الضرر . ما عدا الدم , السائل النخاع الشوكي , والجزء الأعلى من المعدة فإنها لا تحتوي على أي تركيز من هذه البكتيريا. ولكن في معظم الأحيان في حالة زيادة تركيزها أو انتقالها إلى أماكن أخرى قد تسبب بعض الأمراض 

" علاقة البكتيريا النافعة ومكان وجودها في الجسم "

للنورمال فلورا عدة مهام ووظائف على حسب مكان وجودها في الجسم واليكم بعضا منها

" النورمال فلورا في الفم :تتواجد البكتيريا النافعة في الفم بصورة طبيعية , و تعد من ابرز طرق الدفاع الرئيسية في المحافظة على صحة الفم وانتعاشه وتساعد في دعم الوظائف الضرورية في الظروف الطبيعية . ولكن في معظم الأحيان كما أسلفنا سابقا قد تلحق عدة أضرار حيث أنها تشكل جزءا من مادة لزجة تسمى " البلاك " وإذا تراكمت هذه الطبقة لفترات طويلة على الأسنان نتيجة عدم تنظيفها فإنها تتصلب وتكون الجير " جير الأسنان " الذي يحتاج لطبيب الأسنان لإزالته ,وقد تفرز هذه البكتيريا أحماضا تقوم بتذويب مينا الأسنان مسببة بذلك تسوس الأسنان . لذا يجب الحفاظ على نظافة الفم لمنع زيادة تركيز النورمال فلورا

" النورمال فلورا في القناة الهضمية : تعد معظم أنواعها لا هوائية حيث أنها تستطيع العيش دون وجود الأكسجين و تقوم بعدة وظائف أنها تساعد على هضم الألياف مثل السيليلوز التي لا يستطيع الجسم هضمها بصورة طبيعية من خلال تغذيتها عليها , وكذلك إنتاج بعض أنواع من الفيتامينات , وتستطيع بعض أنواع منها إنتاج إنزيم اللاكتيز الضروري لهضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته ,مما يمنع من الإصابة بمرض " عدم تحمل اللاكتوز " وتعد بكتيريا " الايكولاي " من أكثر المتعايشات شيوعا حيث تشكل 40% من كتلة البراز , ولكن يوجد بعض السلالات منها تسبب الأمراض 

" النورمال فلورا والأعضاء التناسلية : حيث تقوم البكتيريا النافعة على الحفاظ على درجة الحموضة في المهبل عند النساء بين 3.5-4.5 درجة في الحالة الطبيعية بما يمنع البكتيريا الضارة من النمو , ولكن في حالة حدوث تغير في الهرمونات أو خلال الحمل قد تقل درجة الحموضة إلى اقل من ذلك . ولكن في حالة عدم النظافة الشخصية قد تنمو بعض أنواع من البكتيريا الضارة أو قد يزيد عدد البكتيريا النافعة مما يؤدي إلى حدوث التهابات 

وتوجد النورمال فلورا في أماكن أخرى في الجسم مثل تحت الإبطين لذا يجب العناية بهذه المناطق قدر المستطاع لعدم إصابتها بالأمراض

" انخفاض تركيز النورمال فلورا يؤدي إلى عدة مشاكل , مثل ظهور البثور والاكزيما والصدفية ومشاكل الجلد الأخرى نتيجة نمو الكائنات الضارة على البشرة في حالة موت البكتيريا النافعة , بالإضافة إلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم والانتفاخ والإسهال في بعض الأحيان نتيجة تراكم المواد المعقدة التركيب في حالة عدم تحللها بواسطة النورمال فلورا وانخفاض في تركيز بعض الفيتامينات التي تقوم البكتيريا النافعة على إنتاجها , بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحموضة للمهبل مما يؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة وحدوث مشاكل في الجهاز التناسلي 

أسباب الانخفاض 

تختلف الأسباب بين كل شخص وأخر بناء على الحالة الصحية واختلاف الجنس والعمر ومن هذه الأسباب :-

-الغذاء غير المتوازن

- استخدام المضادات الحيوية بكثرة

- التقدم في العمر

- الإصابة بأحد أنواع البكتيريا الضارة

- عدم النظافة الشخصية

- المبالغة في استخدام المعقمات وخاصة على الجلد

كيفية المحافظة على النورمال فلورا 

- التغذية الجيدة المحتوية على تركيز عالية من الخضار والفاكهة بالإضافة إلى اللبن الرائب حيث يحتوي على تراكيز عالية من النورمال فلورا

- الاستمرار في ممارسة الرياضة لإكساب الجسم قوة لمواجهة الأمراض

- تناول المضادات الحيوية باعتدال وبإشراف طبي

-المحافظة على نظافة الجسم والتقليل من استخدام الصابون المعطر 

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أهم الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش معنا طوال حياتنا وتقوم بحمايتنا دون كلل ولا ملل 

اعداد وكتابة: سوسن ابو نجم