خمسينية الشتاء الموروث الشعبي
سعد الذابح وسعد بلع و سعد السعود و سعد الخبايا!
نتوارث قصص اجدادنا و ابائنا و تبقى محفورة في الذاكرة وكثيرا ما نسمع امثال و ابيات شعر تحكى في المواقف و المناسبات المختلفة , مثل هذه القصص و الحكايات تتأثر و تأثر فينا و تشكل جزء من منظومة العادات و التقاليد وتعبر عنى شيء من ماضي و حاضر و مستقبل المجتمع
موقد النار و صوت ستي محفور في ذاكرتي لهاد الوقت
" في يوم من زات الايام في سالف العصر و الاوان " !
"توتة توتة خلصت الحتوتة" !
ياااه ما زالت تلك البداية و النهاية ترن في اذني , كم تكررت في جميع القصص ولكنها الجمل الوحيدة التي لم نمل منها يوما , كم انتظرنا في طفولتنا قدوم الليل حتى نلتف حول جدتي ننتظر حكاياتها .....ترسخ في ذاكرتي اغانيهم , كيف كانت تسيطر على جميع حواسنا و جميع مشاعرنا
كانت ستي عندما تتعب من مشاغباتنا تغني لنا بصوتها الشجي حتى نصمت , تتردد الحان تلك الاغنية "يا ظريف الطول وقف تاقلك رايح ع الغربة و بلادك احسلك ,خايف يا ظريف تروح وتتملك وتعاشر الغير وتنساني انا"
تعلق في ذاكرتي الكثير من القصص الشعبية ( الشاطر حسن وحسين , حديدون,عجعوجة,جبينة ....)نشعر بذات اللهفة لسماعها مرة اخرى
كثيرا ما سمعنا في سعد الذابح وسعد بلع و سعد السعود وسعد الخبايبا , بماذا تتعلق هذه المسميات ؟ نتساءل لماذا هذه الاسماء بشكل محدد!
بعد انتهاء مربعانية الشتاء تأتي فترة الخماسينية الممتدة من الحادي و الثلاثين من الكانون الثاني وحتى الحادي و العشرين من اذار والتي تستمر خمسين يوما مقسمة الى اربع فترات زمنية متساوية تعرف في الاربع سعدات " سعد الذابح وبلع و السعود و الخبايا"
حيث يكون كل سعد مدته اثني عشر يوما ونصف و هي كالأتي :
سعد الذابح
و سميت هذه الفترة التي تمتد من 1 شباط الى 3 فبراير
تمثل هذه الفترة البرد الشديد , وتتحدث هذه الفترة عن شاب يدعى سعد حسب الروايات الشعبية المتوارثة جيلا بعد جيل والذي قرر السفر في الاجواء الدافئة في فصل الشتاء و لم يستمع لنصائح والده لضرورة ان يحمل معه ما يضمن له الدفء من فراء و حطب و بعد ان قطع منتصف الطريق تغير الجو فجأة و اصبح الجو شديد البرودة و هطلت الامطار الغزيرة و الثلوج فاضطر سعد لذبح ناقته التي يملكها ليحتمي في احشائها من شدة البرد , لذلك سميت هذه الفترة بسعد الذابح
و المثل يقول "سعد ذبح لا باب انفتح ولا كلب نبح"
اما الفترة الثانية تدعى :
سعد بلع
و سميت هذه الفترة التي تمتد من 13 شباط الى 25 شباط و سميت هذه لان سعد شعر بالجوع فأكل من لحم الناقة , و ذلك يدل على ان فيه الارض تبتلع مائها فتفيض الانهار و تمتلئ الابار
و كما يقول المثل الشعبي " سعد بلع ,طاب الماء و امتلئ"
سعد السعود
خلال هذه الفترة من 26 شباط حتى 15 اذار شعر سعد بالفرح و احتفل بنجاته من العاصفة كما تقول الرواية , وهنا تكثر برودة الجو و يميل الى الدفء لدخول فصل الربيع
و يقول المثل "اذا طلع سعد السعود لانت الجلود و ذاب كل جمود و اخضر كل عود "
و عن الفترة الرابعة و الاخيرة :
سعد الخبايا
تمتد هذه الفترة من 11 اذار الى 22 اذار و التي تتزامن مع بداية الاعتدال الربيعي , فيها تخرج جميع الحيوانات المختبئة من البرد كالأفاعي و غيرها وفيه ايضا خرج سعد من مخبئه وسمي سعد الخبايا , و قال اجدادنا في سعد الخبايا "في سعد الخبايا بتطلع الحيايا و تتمشى الصبايا"
فهذه قصة و امثال خمسينية الشتاء.....
عن نفسي احب الربيع و الصيف ماذا عنكم اصدقائي ؟
اعداد وكتابة: شذى مسعود
التسميات: أدب, تعلم, ثقافات, حول العالم, خواطر
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية