موظف في بلادي
هل ستُجدي الاستقالة نفعًا؟ أم سيبقى التغييرُ صعبًا؟!
يستيقِظُ صباحًا بِكسل فاقِدًا كُلَّ السُبُل
يرتَشِفُ قهوَتَهُ حامِلًا حقيبَتَهُ
مُنطَلِقًا للعَمَل حَيثُ يفقِدُ الأمل!
تُرافِقُهُ أزمَةَ المرورِ في الطريق، وفي تنفُّسِهِ يشعُرُ بضيق
يُحلُمُ كُلَّ يومٍ في التغيير لكن لا يعرف إلى أينَ سَيَصير؟
يُفكِّرُ كُلَّ يومٍ في الاستقالة لكنه يخافُ مِنَ البِطالة
يدخُل إلى مَقرِ عَمَله كَمِغناطيسٍ يجذبه بلا مقاومة
يُثبِت وجوده في بصمةٍ ويرتدي على وجههِ ابتسامة
يجلسُ على مكتبهِ بلا بِشغف فَليس لديهِ في وظيفتهِ هدف
ينشغل بالقهوة مع الزملاء ويؤجل أعماله بلا استثناء
ثم ينظر لمكتبه الكبير ويتساءل ما هذا الورق الكثير؟
هل سأبدأ بالترتيب أم أقوم بالعمل النجيب؟
لا، سأبدأ بالحساب فالراتب ينتهي بانتهاب
سأدفع الفواتير وأجرة البيت الصغير
واشتري لأولادي طعام واحقق رغبات (المدام)
وهذا المبلغ للبقالة وهذا للهواتف النقالة
كُلَّ شهرٍ يُصبِحُ التقسيمُ عَسِرًا
سأعود لأوراقِ العملِ حتمًا
وبعد ساعة أو اثنتين يصبِحُ التركيزُ صعبًا
بدأ الجوع يُسيطر على جسدي كُلًّا
ماذا سنأكل يا رِفاق؟ السؤال سهلٌ
من سيطلب الطعام؟ ومن سيذهب للاستلام؟
لا تطيلوا التفكير فالجوع خطير والغضب على الملامح يصير
يستلذ بالطعام ويجلس على مكتبه باستسلام كل ما يريده أن ينام
حانَ وقت العودة للعمل يقول في نفسه هيا اجلس بلا كسل
لم يبقى وقتٌ كثير للهروب يحاول إنجازَ عمله الدَؤوب
لكنّه في قرارةِ نفسهِ يَئِسٌ هل سيحظى بالتغييرِ يومًا؟
أم أنه سيبقى على هذا الحال براتبه الذي لا يجدي نفعًا؟!
كل ما يريده هو أن يغدو بأحسن حال وأن يسدد البقال
ويؤمن لأولاده الطعام وينفق على زوجته بنت الكِرام
وأن يعيش مرتاح البال ولا يتراكم عليه تسديد المال
يقف الآن بانسحاب، مناديًا: هيا حان وقت الذهاب للبيت يا أصحاب...
ش. ش.
شيماء شقبوعة
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية